Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

بيع البيانات الشخصية

A A
مؤخراً أصبحنا نستقبل بعض الاتصالات على جوالاتنا من الخارج من عدد من الدول مثل جورجيا أو تركيا أو جنوب شرق آسيا وتعرض تلك الاتصالات فرصاً استثمارية أو عقارية وأحيانًا استشارات اقتصادية وعندما تبادر بسؤال المتصل عن كيفية حصوله على الرقم الخاص بك يفيدك بأنه وصله من خلال قسم التسويق بالشركة وقد يكون أوصى به أحد الأقارب أو الأصدقاء.

هناك بعض الروابط المخادعة والمضللة والتي ترسل من خلال بعض وسائل التواصل الاجتماعية الوهمية أو من خلال رسائل الجوال وتطلب تلك الروابط تسجيل بيانات معينة بطرق إغراء مختلفة مثل التسجيل في السحب للحصول على جائزة قيمة أو التقدم لوظيفة معينة أو التعارف في جهة ما أو غيرها من الطرق المختلفة والتي تكون غير حقيقية بل تستهدف فقط جمع البيانات ثم يتم بعد ذلك تصنيف تلك البيانات وترتيبها وبيعها لجهات أخرى كقاعدة لزبائن محتملين وبأسعار محددة.

بالأمس نشرت (صحيفة مكة) تقريراً بعنوان «بيانات أرقام جوالات 10 ملايين شخص مقابل 2000 ريال» وقد تضمن التقرير أن هناك اشخاصاً يبيعون (CD) يحتوي على أرقام شخصية لسعوديين أو مقيمين في شركات بألوف الريالات وقد قامت الصحيفة بالتواصل مع أحد مسوقي تلك الأرقام ووجدت أن تلك البيانات مقسمة إلى فئات مثل معلمات في جدة، وزوار لمهرجان الورد، ونزلاء في فندق معين.. وقد أفاد بائع البيانات أن هذه أكبر قاعدة بيانات يمكن الحصول عليها بالسعودية كما إنها توفر اطلاع العميل على الإعلانات لأنها ترسل برسائل نصية.

البعض ممن تصله مثل تلك الاتصالات من أرقام دولية ليس له مفر إلا الرد عليها، فطبيعة عمله تقتضي أن يرد على أي رقم يصله ولو لم يكن يعرفه أو محفوظ لديه والبعض ظروفهم تحتم عليهم الرد على أي رقم ولكن المفاجأة أن بعض تلك الاتصالات تجدها تستغل من أجل الترويج أو التسويق أو الإعلان ومن جهات غير معروفة ولتقديم عروض قد تكون وهمية بل قد تستغل مثل تلك البيانات جهات مشبوهة وذات فكر ضال فتعمد للتواصل مع أصحاب تلك البيانات والقوائم للاصطياد منها وتضليل الناس والاحتيال المادي.

اتصال الغرباء والمسوقين والمروجين ومن جهات دولية غير معروفة على الأرقام الشخصية للأفراد أمر مزعج ويتطلب أن تقف الجهات المعنية أمامه وقفة جادة وأن تبادر إلى إيجاد الطرق لرصد تلك المراكز التي تقوم بنسخ وبيع تلك البيانات الشخصية ومحاسبتها لأن تداول البيانات الشخصية للأفراد فيه خطورة فقد يتطور الأمر ويتجاوز الاتصال الهاتفي ويستغل بعض الأشرار تلك البيانات لزعزعة الأمن وتهديد سلامة الآخرين.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store