Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
حسين أبو راشد

إزالة العشوائيات.. طال الانتظار!!

ولقد حان الوقت لهيئة الاستثمار والهيئات التي عينت في المدن سرعة معالجة تلك المناطق التي لا تتناسب مع ما يجري من تطوير للمدن، وتحقيق للرؤية الوطنية وتحولاتها اللازمة والضرورية

A A
متى يصبح المستحيل ممكناً، والميؤوس متاحاً، وما زالت العشوائيات كابوس الماضي أمل المستقبل في بلادنا؟!. ومتى يلحق سكان العشوائيات بالمجتمعات والأحياء الراقية؟!.

العشوائيات من أكبر الإشكاليات التي تواجه التطور البيئي والحضري للمدن. والعشوائيات أراضٍ لا تخضع للأسس التخطيطية للبناء، حيث غالبية هذه المباني متلاصقة وآيلة للسقوط، تنتشر في بعض المدن وأطرافها، بنيت باجتهادات فردية، البعض بترخيص والبعض الآخر بدون تصاريح بناء. والعشوائيات أحياء لا تكتمل فيها الخدمات والمرافق الضرورية وغالباً ما يصعب إيصال الخدمات لها. مركبات الشرطة، وآليات الدفاع المدني والجوازات، والإسعاف تواجه صعوبات في الوصول إلى مباشرة الحوادث فيها. ناهيك عن أن البيئة الصحية، والاجتماعية، والتعليمية، والثقافية سيئة مقارنة بالأحياء الأخرى. نسبة الجرائم، والسلوك الانحرافي في ازدياد. المخدرات وترويجها، وحيازة الأسلحة وإطلاق النار والشعوذة متنامية فيها بشكل ملحوظ ومخيف. سكانها من الشباب يجدون أنفسهم ضحايا المخدرات والجريمة. العشوائيات قنابل موقوتة تمثل هاجساً لقاطني منطقة مكة المكرمة.. قاطنو الأحياء العشوائية غالبيتهم من الإخوة الوافدين والبعض مخالف للإقامة، يمثل السعوديون المالكون القاطنون 15%.

الأمير خالد الفيصل عندما عين أميراً لمنطقة مكة المكرمة كان من أولويات عمل سموه ملف العشوائيات ومعالجتها، وكان حلماً يراود أبناء المنطقة، وكان سموه محقاً في ذلك والهدف من معالجة وتطوير الأحياء العشوائية كما أوضح سموه في عدة مناسبات وعبر وسائل الإعلام لا يتعلق فقط بالمباني والإعمار أو فتح شوارع بل مشروع يتعلق بتنمية الإنسان ونقله إلى الحياة الكريمة. الأحياء العشوائية في مكة المكرمة تبلغ 70 حياً بلغت مساحتها 38 كم2، وفي جدة 60 حياً تبلغ مساحتها 53 كم2، والطائف 400 كم2 في مختلف الاتجاهات. شكلت لجنة وزارية بموجب أمر سامٍ لتطوير العشوائيات، وبرغم ما بذل من جهد إلا أن اللجنة واجهت عدة عقبات وتعثرث جميع مشاريعها.

ولقد حان الوقت لهيئة الاستثمار والهيئات التي عينت في المدن سرعة معالجة تلك المناطق التي لا تتناسب مع ما يجري من تطوير للمدن، وتحقيق للرؤية الوطنية وتحولاتها اللازمة والضرورية.

البرازيل وسنغافورة وغيرها من الدول وفي طريقها للبناء والتقدم والتحضر سارعت بداية الأمر بإزالة العشوائيات وعوضت قاطنيها، وحولتها إلى مناطق متطورة صالحة للعيش الكريم والآمن.. فهل ترانا نفعل؟.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store