Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. محمد سالم الغامدي

رؤيتنا.. وبناء الإنسان

A A
ونحن نعيش بدايات رؤيتنا الطموحة 2030، والتي أرى أن محور الاقتصاد قد احتل الحيز الأكبر من خلال تطوير وتنويع مصادر الدخل وتوجيه الموارد وفق سياسات وأنظمة ضابطة، وتكثيف عمليات المتابعة والمحاسبة لممارسات الفساد، وهذا أمر في غاية الأهمية لتنمية المكان.. وبما أن التعليم يُعدُّ الركن الأساس والقاعدة التي ينطلق من خلالها كل حراك تنموي، فإن بناء المكان وتطويره لا يتحقق إلا بعد بناء الإنسان فكراً ومهارة وسلوكاً.. لذا أتمنى من وزارة التعليم أن تقوم بالكثير من العمليات التطويرية في عناصرها الأساسية، كي يتحقَّق التطوير الجوهري لا الشكلي ، حيث أرى الوزارة قد اهتمت بالجوانب الشكلية وتركت الجوهر الذي يتمثل في تلك العناصر، والتي أرى أن أهمها:

- أن تحذو الوزارة حذو القيادة- رعاها الله- في تجديد القيادات العليا بما يتماشى مع ظروف ومتطلبات المرحلة الجديدة، وبما يُحقِّق متطلبات الرؤية، لذا يستوجب عليها أن تقوم بتجديد الدماء في القيادات التعليمية على مختلف المستويات، وخاصة من الذين استهلك ونضب ما لديهم وأصبحوا حجر عثرة، وتحوَّلت اهتماماتهم إلى تلميع كراسيهم بدلاً من العمل المؤسسي، حتى أصبح البعض منهم يُفاخر بحجم تجذّره الإداري، ولا يأبه بما يحدث حوله من المخالفات اليومية، التي تبرزها أجهزة الإعلام، وما خفي كان أعظم من قضايا أخرى حول فعاليات المدارس، كتضليل معلومات مبان وأنشطة وبرامج ومؤشرات.

- منح المدرسة بكل مكوناتها المادية والبشرية أقصى درجات الاهتمام المعنوي والإداري والمالي، فهي تعد مصدر الحراك وحيويته، ومصنع بناء الإنسان، ولاشك بأن تطوير المعلم يأتي في مقدمة تلك المكونات، لذا يستوجب الرفع من كفاءته بأحدث الوسائل عن طريق التدريب الفعال، وليس التدريب الممارس حالياً، وحبذا لو يتم التعاقد مع إحدى الشركات العالمية المتخصصة في هذا المجال، كما يستوجب أن يُعاد النظر في متطلبات المعلم الرئيسة، كالتأمين الصحي والهيبة المفقودة، وقبل ذلك كله إعادة النظر في دور كليات التربية الحالية التي أراها لازالت تسير وفق طرائق وآليات ومنهجيات أكل عليها الدهر وشرب. ثم يلي ذلك تهيئة المبنى المدرسي بكافة التجهيزات التقنية والمادية، ثم القيام بالحل الجذري لقضية المباني المستأجرة حلاً فورياً بتكليف شركات كبرى تتولى بناء تلك المدارس.

- الإسراع برفع كفاءة التعليم العالي من خلال الاهتمام بالجوانب التطبيقية والمهارية، فالعديد من جامعاتنا لازالت تحبو في مسيرة تطورها، ولازالت تمارس الأساليب المتقادمة في التدريس، ولازالت قاصرة في مهام البحث العلمي، وخدمة المجتمع، وقبل ذلك كله الإسراع بتجديد القيادات فيها.

فلازال الكثير من أفراد مجتمعنا ينتظرون الكثير من العمل التطويري الملموس في جوهر العناصر التعليمية، لا في شكلها.. والله من وراء القصد.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store