Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. ياسين عبدالرحمن الجفري

الاستثمار في الملكية الفكرية

A A
استثمرت السعودية ولا تزال تستثمر في التعليم وبناء المؤسسات التعليمية، وحفَّزت القطاع الخاص في الدخول في هذا المجال والاستثمار فيه، والهدف ليس إنتاج موظفين لشغل الوظائف فقط، ولكن للدخول في التكوين والاستثمار في الملكية الفكرية. وقامت السعودية بتمكين الجامعات السعودية لدعم هذا التوجُّه من خلال الكراسي العلمية، ومن خلال شركات مملوكة للجامعات لدعم البحث والتطوير وإنشاء المراكز البحثية وإخراج الأفكار إلى حيّز التنفيذ. لاشك أن تطور الصناعة والزراعة يبدأ من زاوية التقليد والمحاكاة، ومن ثم يدخل في جانب إنتاج وإخراج منتجات جديدة من خلال مراكز البحث والتطوير.

ومع اتجاه الدولة من خلال رؤية ٢٠٣٠ ورغبة السعودية في الخروج من الاقتصاد الريعي، لابد من التركيز والدعم نحو الاستثمار وتنمية الملكية الفكرية.. وتستغل السعودية كاقتصاد ودولة توجيه الصناعة وخلق الطلب لدفع عجلة الصناعة وتنمية الملكية الفكرية حتى تستطيع تحقيق التوجُّه والهدف الذي تنوي الوصول إليه. ولاشك أن ذلك يستلزم توفير الموارد وتوجيهها لبدء العجلة في الدوران والاستثمار الحالي من خلال برامج الابتعاث الضخمة التي تمَّت خلال العقد الماضي والحالي، وتكوين الجامعات لاشك أنه يُسهم بصورةٍ مباشرة في دعم هذا التوجُّه، لأن الملكية الفكرية هي نتاج رأس المال البشري.. ولاشك أن العقد القادم ومن خلال رؤية ٢٠٣٠ والمشروعات العملاقة التي تنوي الدولة خروجها لحيز التنفيذ ستكون ثمرة الاستثمار الذي يتم وسيتم مستقبلاً.. فالخطوة القادمة لاشك ستُركِّز على التمكين لإخراج اقتصاد المملكة من عنق الزجاجة، وتحويله حسب توجُّهَات الرؤية.

والحقيقة، لا يزال المشوار في بدايته، ولكن تحسُّن الموارد الطبيعية وتحسُّن السيولة -وذلك حسب الظروف الاقتصادية العالمية- ستساهم في تسريع العجلة، وتمنحنا الفرصة التي نسعى لتحقيقها، ومن ضمن ما يُعزِّز هذا التوجُّه، تحسُّن سعر النفط حالياً، وتخفيف العبء على موازنة الدولة الإنفاقية من خلال البرامج المتعددة المطبقة.. وتشهد الأيام الحالية نشاطا من الدولة لوضع الأمور في نصابها، فالوقت عنصر مهم في بناء السعودية الجديدة، ولا يمكن أن تتنازل عن تحقيق الهدف، فالفرص لا تأتي دوماً.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store