Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

قمة القدس.. يابركة فلسطين!

لقد أثبتت القدس في دورة الظهران، أنها ستبقى على الدوام، راية لا تنكس، قمراً لا يغيب، وأن أي رجاء وسعي في نطاقها أو في رحابها أبداً لن يخيب.. يقينا لن يخيب.. مهما زادت الوشايات والإشاعات، ومهما كبرت المستوطنات وتعددت الجنازات..

A A
يبدو أن بركة المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله، هناك في فلسطين، حطت أو حلت بالظهران في هذا اليوم العظيم (الخامس عشر من إبريل عام 2018 من ميلاد المسيح الموافق للتاسع والعشرين من شهر رجب عام 1439 من هجرة خاتم النبيين ) أي بعيد احتفال المسلمين بذكرى الإسراء والمعراج! ويبدو كذلك أنه كلما تمسكت الأمة بفلسطين وبالقدس توحد الهدف وتوحدت الراية، وارتفعت الهمة ونجحت القمة، وطارت خفافيش الظلام من الحوثيين، وبقية الطامعين!.

هكذا إن أردت نجاح أي عمل أو فعل عربي، ولِّ قبلتك صوب القدس، ولا تتردد! هكذا فعل سلمان العرب، إيماناً منه بأن ما يجمع الحب، بل ما يجمع الرب، لا يطاله البدد.. إنها قمة القدس التي يأوي إليها الحجى والنور والرشد، إنها القدس التي لا يرقى إليها اليأس والقنوط والكمد! .. «إنها قمة القدس لا الظهران، حتى يعلم القاصي والداني أنها ستبقى دوماً في الوجدان»!!

والحاصل أنه حين كان لنا هدف واحد وقضية واحدة اسمها القدس، وعنوانها فلسطين، لم يكن لدينا مشاكل في سوريا، ولا في العراق، ولا في سيناء، وفي جنوب السودان، أو جنوب الصومال، أو جنوب الجزائر، أو جنوب المغرب، أو جنوب ليبيا، أو جنوب لبنان، أو في البحرين!

ثم كان ما كان، وانشغل أو انكفأ الفرسان، وبرز الأعداء بأردية الإخوان.. تعمقت الأضغان، وجاء الفرس، وانزوت بعض مروءات بني غسان، وظهر على الساحة من يروج لإسرائيل الكبرى، ومن يروج لبيع الأرض وبيع العرض، ومن يسمسر لصالح طهران!.

ثم كان ما كان، واحتدم الجدال، واشتبه على القوم الخطب، وطغى على صوت العقل، أزيز نيران الصخب..ولأنها بركة القدس، فقد سطع الأصل كما يسطع الذهب، وخرجت كلمات الحق كاللهب، وكزمجرة الرعد.. إنها قمة القدس، لا قمة الظهران، حتى تظل باقية وثابتة على الأرض وفي الوجدان!

كان أكثر المتفائلين، يقول أي قمة تلك، والسباق على تضييع حق فلسطين يجري على قدم وساق؟!، فإذا بفلسطين شمس تتوهج.. وإذا بالقدس نبع يتجدد.. إنها الحقيقة الأزلية، بل الآية الكونية.. فلسطين ليست الأندلس، والقدس ستبقى تارة ضجيج ترس، وأخرى دقات دفوف عرس!

كان أقل المتفائلين، يقول إنها قمة التطبيع والمطبعين، لكنه سلمان، ولكنها فلسطين، تثبت للمجتمعين، أن العرب على عكس ما يتصورون، سيشعرون تحت مظلتها أكثر بدفء السكينة، تحت جدار الأمان! نعم الأمان الحقيقي للعرب هو التمسك بالأقصى وبالقدس عاصمة لفلسطين!

لقد أثبتت القدس في دورة الظهران، أنها ستبقى على الدوام، راية لا تنكس، قمراً لا يغيب، وأن أي رجاء وسعي في نطاقها أو في رحابها أبداً لن يخيب.. يقينا لن يخيب.. مهما زادت الوشايات والإشاعات، ومهما كبرت المستوطنات وتعددت الجنازات..

لقد أثبتت فلسطين، أنها ستظل حاضرة وخارج خزينة الذكريات، وأن سماءها ستبقى صافية وهادية، تعطي زرقتها لماء المحيطات.. كما أثبتت القدس أنها بالنسبة للعرب منارة للسفن إذا هبت الريح وتكالبت العواصف، وأنها أغنية للعشق، إذا عميت القلوب، وانعدمت العواطف!

لقد سطعت القمة ببركة فلسطين، حيث تنافس المتنافسون، وفرح المؤمنون، وانزوى المراهنون، فالقدس حب، لم يدخل قلب الأمة بهذا الشكل، منذ دخلته الشحناء، فلما جاء.. حلت الألفة، وسادت البهجة، طوال القمة، وحتى موائد العشاء!.

سيقولون لك، إنه محض كلام وإنها أيام، فقل لهم: إنه الجرح الدائم.. سيكبر معنا سنة جديدة؟، سنتين، ثلاثاً؟، على الدوام؟.. لن نفقد الأمل، ولن نقتلع شجر الحنين، لكل شيء في فلسطين، حتى لجبال الكرمل!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store