حماية

* «من أبسط المطالب في هذه الحياة: (أن لا يكذب عليّ أحد)».

* على غرار برنامج حماية الشهود الجاري به العمل في الدول المتقدمة خطت المملكة خطوة جريئة وبتوجيهات عليا بتفعيل برنامج لحماية المبلغين عن ممارسة الفساد في قطاعات الدولة التي يعمل فيها المبلغون، فبحسب ما نشر في هذه الصحيفة يوم السبت 19 / 8 /1439 أن الجهات العليا أصدرت توجيهات إلى هيئة مكافحة الفساد «نزاهة» للرفع عن أي جهة حكومية تقوم بمعاقبة أي موظف بسبب تقديمه بلاغًا للجهات المختصة عن أي ممارسة فساد في الجهة التي يعمل فيها.. إذ تلقت «نزاهة» بلاغات إلحاقية من بعض الموظفين المبلغين عن وجود فساد في جهات عملهم المختلفة، إذ أفادوا بأنهم تضرروا أيما ضرر من جراء تقديم بلاغاتهم، واتخذت جهات عملهم إجراءات تأديبية بحقهم نكاية بهم لا بل إن بعض المبلغين من ذوي الضمائر الحية قد حرموا من بعض حقوقهم النظامية والمزايا الوظيفية التي يستحقونها، هكذا تضييق دفع بهؤلاء الشرفاء للمطالبة بحمايتهم لكي لا يكونوا لقمة سائغة للفاسدين والمفسدين في آن، والذي ينبغي استئصال شأفتهم.

إن استجابة الدولة لمطالب المبلغين بحمايتهم سيؤدي بلا ريب إلى شعور المبلغين بالأمن لا بل سيدفع بآخرين إلى المبادرة بالتبليغ عن ممارسات الفساد أيًا كان نوعه وممن كان، إذ إن الفساد يقتات على الصمت، وبالرغم من أن «نزاهة» تحافظ على سرية وهوية المُبلِّغ وبياناته، إلا أن بعض الجهات تكشف بطريقة أو أخرى هوية المُبلِّغين. برنامج حماية المبلغين عن الانحرافات أو الفساد المالي والإداري سيقضي بوتيرة أسرع على بؤرة الفساد ومحاسبة الفاسدين.

* ضوء: (الفساد يغذيه الصمت).