Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

القدس في قلب المملكة قيادة وشعبًا

إن انقسام الشعب الفلسطيني وعدم توحيد مواقفه بوضوح ومعرفة الصديق من العدو والابتعاد عن المزايدات والشعارات المضللة التي لا تخدم قضيتهم وتصب في مصلحة إسرائيل، هو أسوأ ما تتعرض له القضية والواقع الأليم يستوجب استبعاد القيادات الفاشلة التي ضللت الشارع الفلسطيني وينجرف وراء شعارات تعمد الإساءة لأقرب الناس لقضيتهم والدخول في مزايدات جيوإستراتيجية تخدم إيران وإسرائيل في المقام الأول وتبتعد عن عمقها العربي وسندها الحقيقي.

A A
في كل مرة تنعق أصوات الجحود والتنكر لما تقدمه المملكة العربية السعودية للقضايا العربية والإسلامية وعلى وجه الخصوص القضية الفلسطينية منذ وعد بلفور المشؤوم ليأتي الرد «القول فعلي» صادمًا لأهل النوايا المتربصين الذين لا شأن لهم إلا إلقاء اللوم على الآخرين وخاصة من يعملون بصمت لتحقيق رؤى بعيدة المدى محليًا ودوليًا. ومع فجاجة أفعال الرئيس الأمريكي ترمب إلا أنه لم يختلف عن أسلافه في البيت الأبيض إلا بالتفكير بصوت عالٍ لتحقيق المصالح الأمريكية وبالطرق الاستفزازية، ومع ذلك فرب ضارة نافعة حيث عادت القضية الفلسطينية إلى مركز الصدارة على المسرح الدولي وأتت مظاهرات العودة واستخدام القوة الهمجية من قبل الجيش الإسرائيلي ضد مظاهرة سلمية نتج عنها ما يزيد على ستين شهيدًا بينهم أطفال ونساء وقد هزت تلك الأحداث الضمير العالمي بشكل غير مسبوق منذ الانتفاضة الأخيرة وانعكس الغضب على اجتماعات مجلس الأمن وفجاجة الخطاب الأمريكي الذي افتقد لأبسط ممارسات اللياقة الدبلوماسية من قبل مندوبة أمريكا وأتى الرد من أقرب وأكبر حلفاء أمريكا في مجلس الأمن الوفد البريطاني الذي أدان ما قامت به إسرائيل وطالب بتحقيق شامل وشفاف في كيفية الانفلات الإسرائيلي واستخدام السلاح الحي ضد مظاهرات سلمية نتج عنها مجزرة بشعة.

مندوبا السويد وبوليفيا كان لهما النصيب الأوفر من صلابة الموقف وبلاغة الطرح في جلسات مجلس الأمن ومن سوء حظ الرئيس ترمب أنه يحسن اختيار أسوأ فريق عمل ليعبروا عن سياسته الخارجية والسيدة هيلي وسلفها السيد فولت مستشار الأمن القومي حاليًا أمثلة يخجل الوصف من ذكر أفعالهما وما يمثلانه من انعدام اللياقة الدبلوماسية في هذه المرحلة للسياسة الأمريكية وعلى هذا الأساس فمن الصعب توقع أي تغيير في السياسة الأمريكية أثناء وجود ترمب في البيت الأبيض بل أنه قد يجر العالم لمزالق حرب كونية شاملة.

ففي العالم العربي وبرغم كل إخفاقات القيادة الفلسطينية لضبط تصرفات الشارع الذي يطلق الشتائم والتهم والإساءات المتعمدة لقيادة المملكة أقرب أصدقاء وأهم داعمي القضية الفلسطينية منذ عهد الملك عبدالعزيز ورغم ذلك دعت المملكة لاجتماع عاجل للجامعة العربية وأعلنت رفض قرار ترمب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس بدون تسوية شاملة للصراع الذي مر عليه سبعون عامًا لأن ذلك يفقد أمريكا مصداقيتها ويخرجها من دائرة الوسيط المحايد بين طرفي الصراع وتحشد المملكة الدعم «القول فعلي» للتصدي للجرائم التي ترتكبها إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني وفي كل هذه المواقف رد عملي لخدمة قضية العرب الأولى وعلى كل من يتعمد الإساءة للمملكة العربية السعودية قيادة وشعبًا.

إن انقسام الشعب الفلسطيني وعدم توحيد مواقفه بوضوح ومعرفة الصديق من العدو والابتعاد عن المزايدات والشعارات المضللة التي لا تخدم قضيتهم وتصب في مصلحة إسرائيل، هو أسوأ ما تتعرض له القضية والواقع الأليم يستوجب استبعاد القيادات الفاشلة التي ضللت الشارع الفلسطيني وينجرف وراء شعارات تعمد الإساءة لأقرب الناس لقضيتهم والدخول في مزايدات جيوإستراتيجية تخدم إيران وإسرائيل في المقام الأول وتبتعد عن عمقها العربي وسندها الحقيقي. وبرغم كل مظاهر التقلبات الاقتصادية والسياسية تبقى المملكة العربية السعودية قيادة وشعبًا على مواقفها الثابتة من دعم القضية الفلسطينية والاهتمام الخاص بالقدس الشريف والتصدي لكل ما يخل بحقوق الشعب الفلسطيني حتى يستعيد حقوقه ويكون دولته وعاصمتها القدس الشريف.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store