Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد البلادي

حتى لا يضيع الهدف يا هدف!!

A A
• إن صدقت الأخبار التي تقول: إن صندوق التنمية البشرية (هدف) قد اتهم الشباب السعوديين «طالبي العمل» بعدم الجدية، وعدم الرغبة في العمل، فهذه كارثة جديدة، وانقلاباً صارخا في أهداف ومفاهيم ومنهجية عمل الصندوق الذي أشدنا ببعض برامجه في وقتٍ سابق، فالصندوق أُنشئ أساساً لتأهيل الشباب لسوق العمل، وسعودة الوظائف، ومساعدة الشباب، ومثل هذا التصريح المحبط الذي استفز كل المواطنين قبل أن يستفز الشباب يُعدُّ مناقضاً لكل تلك الأهداف.

• إن كان ثمة عزوف لدى الشباب عن بعض الوظائف التي يقدمها الصندوق، فهذا لا يعود -من وجهة نظري- للشباب أنفسهم، بقدر ما يعود إلى إخفاق الصندوق في تدريبهم وتأهيلهم؛ إلى الحد الذي يعطي الثقة المطلقة لصاحب العمل لإحلالهم مكان غيرهم بكل شجاعةٍ ودون تردد. ولإخفاقه أيضاً -وأعني الصندوق- في صناعة الفرصة الوظيفية المناسبة والجاذبة والمقنعة من ناحية البيئة والراتب الجيدين، وهاتان المهمتان هما المهمتان الأكبر والأصعب للصندوق في رأيي.

• المؤسف أكثر أن الجهة التي تتهم الشباب السعودي بعدم الرغبة في العمل، لم تعمل على إيجاد البيئة الوظيفية العادلة والمناسبة لهم، فأكثر ما يحتاجه الشاب السعودي هو الاستقرار والأمن الوظيفي، والراتب الجيد، وعدد ساعات لا يتجاوز 40 ساعة أسبوعياً مع إجازة مناسبة، وهذا ما تفتقده معظم الوظائف التي يعرضها الصندوق، الذي يؤسفنا جدا القول إن بعض سياساته تُكرّس (التوظيف الوهمي) المؤقت للسعوديين!.

• البرامج والسياسات الإدارية والمالية؛ خاصة ما يتعلق منها بالمواطن تحتاج إلى مراجعة دائمة، وتعديل مستمر نظراً لما قد يطرأ عليها من خلل أو مشكلات. وقد تسبب توقف الدعم المالي لبعض الوظائف إلى مشكلة حقيقية تحتاج إلى التوقف عندها ومعالجتها، حيث تم تصنيف المستفيدين إلى قسمين، قسم تم دعمه، وآخر لم يدعم، مما أدى ببعض الشركات إلى تسريح موظفيها بعد انتهاء مدة دعمهم، حتى لا تتحمل الشركات رواتبهم كاملة، واستبدالهم بشباب لم يتم دعمهم استغلالاً لثغرة ذلك النظام. مما يستدعي فرض استمرار عمل كل من قام الصندوق بدعم توظيفهم في السنوات القادمة وتم تسريحهم بعد انتهاء مدة الدعم، خصوصاً في المدارس الأهلية.

• عندما أنشأت الدولة الصندوق لم يكن هدفها مجرد توظيف المواطنين، بل كان الهدف الأسمى هو مواطن عامل ومنتج ومستقر وظيفياً، لذا فإنه من المهم أن يعيد الصندوق النظر في أنظمته وقوانينه الداخلية بما يتواءم مع مستجدات سوق العمل، من أجل تحقيق هذا الهدف الوطني بدلاً من وضع اللوم على الشباب بعدم القبول بوظائف (المسيار) الحالية.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store