Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

سحور وفطور بدون كهرباء !!

A A
في أوّل أسبوع من شهر رمضان المُبارك، انقطعت الكهرباء عن الشارع الذي أسكن فيه كرّتيْن. مريرتيْن، فيا يا ستّار اُسْتُر، ويا لطيف اُلْطُف، على ما تبقّى من شهر الصيام الفضيل، وبعده مناسبات وليالي العيد السعيد!.

الكرّة الأولى انقطعت فيها الكهرباء ساعة السحور، والكرّة الثانية انقطعت فيها ساعة الفطور، وفي كلتا الساعتين أحاطنا الحرُّ بنسيمه العليل، وضاق علينا البيت بما رحُب، وصار البيتُ ظلمات بعضها فوق بعض، وتسحّرْتُ وأفطرت مع أهلي على الطعام الذي لم يكتمل طبخه على نار البوتوغاز الكهربائي، لكنّي مع ذلك أشكر شركة الكهرباء العزيزة إذ بسببها أوقدنا الشموع، وتسحّرْنا وأفطرْنا على ضوئها الخافت والساحر، وهذا من الرومانسية التي يحتاجها الإنسان بقدر حاجته لمزيج الأكسجين الصافي مع الهيدروجين النقي!.

وكلّ الذي أتمنّاه من شركة الكهرباء، بعد أن أبارك لها الشهر الكريم، أن تُجيبني على هذا السؤال البريء:

كانت الكهرباء تنقطع قبل رفع أسعار فواتيرها، واستمرّت في الانقطاع بعد رفع أسعار فواتيرها، وربّما كانت وتيرة الانقطاع بعد الرفع أكثر منها قبل الرفع أو متساويتيْن في أحسن الأحوال، هذا ما يقوله الناس، يعني لم تنفع المليارات الإضافية الناتجة عن الرفع والتي دخلت خزائن الشركة في تجنيب شبكتها الأعطال المُتكرّرة، فأين الخلل إذن؟ واضح أنّه ليس في دخْل الشركة المالي الذي كانت تتحجّج الشركة بعدم كفايته لتقديم خدمة نموذجية، فالدخل قد تضاعف بما تحسدها عليه كُبْرى الشركات العالمية، فإن كان هذا صحيحاً، وما له لا يكون صحيحاً حسب الواقع الملموس؟ فليتنا نعود للأسعار الأولى، لعلّ فيها بركة، والمُستهلِك يريد أن يرى الآثار الحسنة لنتيجة رفع الأسعار الذي تكبّده من حُرّ ماله، وعرق جبينه، وفوق طاقته، ويريد أن يرى كهرباء مُتوفّرة ٢٤ ساعة في اليوم، فإن انقطعت اضطرارياً في النادر والشديد القوي، فيكون ذلك لدقائق لا لساعات، وهي رؤية يستحقّها، وهو قد أدّى ما عليه، والشركة لم تُؤدِّ بالمثل!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store