Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. سهيل بن حسن قاضي

«البحث عن مائدة الوسطية.. الخيار الصعب»

شذرات

A A
في صحيفة الأخبار المصرية بتاريخ 08 ابريل وعلى الصفحة السادسة كتبت السيدة عبلة الرويني بعنوان «حديث المصالحة» تصف كل من يستخدم هذه العبارة إن كان القائل عماد الدين أديب أو سعد الدين إبرهيم أو آخرين بأنهم من أصحاب المصالح كما وصفتهم.. وتقول لا يهم كثيراً الوسطاء والسماسرة ما دامت البضاعة فاسدة، لا يلتفت إليها، وتقول فكرة المصالحة مع جماعة الإخوان التي تطل برأسها بين الحين والآخر، متجاوزة كل ما يحدث في الواقع ومتجاوزة المشاعر الإنسانية والوطنية دون أن يبصر في الدم الذي أريق شيء غير مقبول، وتقول إذا سألت أحداً من أبناء الشهداء وأحزان الأمهات عن المصالحة سيجيبون (أبي لا نريد) لا يمكن قبول المصالحة على دم أبيهم!! وتنتهي إلى قرار المصالحة (قبوله أو رفضه) ليس قرار الحكومة المصرية والنظام المصري لكنه فعلياً قرار الشعب المصري. وتقول : يطالب عماد الدين أديب بهدوئه المعتاد ان نتعاطف مع شباب الإخوان الذين لم يحملوا السلاح، وترد السيدة عبلة الرويني بقسوة على هذا المقترح الذي كثيراً ماجال في خاطري وعبرت عنه مع بعض الزملاء ممن يصنفون بالوسطية إلا أن بعضهم أخذ منحى غير وسطي في قضية المصالحة وطغت جوانب ظنوا أنها وطنية لكنها لا تخدم الوطن في المنظور البعيد وهذا رأيهم.

في نفس الصفحة لقاء موسع مع د. جابر العصفور يتحدث لصحيفة الأخبار ويصف الأزهر بعجزه عن تجديد الخطاب الديني ويصف أيضاً السلفيين بأنهم أشد خطراً من الإخوان ولكنهم استوعبوا درس 30 يونيو، ولعل من يقرأ الحوار يدرك طغيان المصلحة الفردية على المصلحة الوطنية وهذا رأيه يجعل البعض يتخوف من آراء بعض النخب.

في لقاء آخر من المفكر مراد وهبة في نفس الصحيفة يتحدث عن ضباط الجيش والشرطة العظام يواجهون الإرهاب دون مساندة فكرية ويقول : تخلّي المثقفين عن دورهم التنويري خيانة للمجتمع..

القارئ العادي يجد تناقضاً في آراء النخب (وكل يدعي وصلاً بليلى) ويبدو أن غياب الوسطية والتأجيج الإعلامي ساهم بشكل أو آخر في هذا الجانب، والمطلوب البحث عن مشروع وطني هادف وحوار وطني يجمع كل هذه الأطياف تحت سقف واحد بما يعود على الوطن وليس الأفراد بالنفع العام من ديمقراطية وشفافية وأمن الوطن وديمومة نمائه واستقراره. ولعلي أستشهد بقول أبي سهيل الدكتور غازي القصيبي يرحمه الله: الحرية ليست في حجاب يرمى ولا دين يشتم، ولا أخلاق تخلع، هي رقي فكر، واحترام عقل، وبناء مستقبل نظيف، وعقيدة تتمسك وتعتز بها!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store