Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

المنتخب.. وسورة البقرة!!

بضاعة مزجاة

A A
بعد المباراة الوُدّية التي هُزِم فيها منتخبنا من منتخب بيرو بـ٣ أهداف، وقبل مباراة منتخبنا الوُدّية غداً ضدّ المنتخب الألماني، أقول: إنّ هناك فوارق جليّة في القوّة البدنية بين منتخبنا وبين المنتخبات العالمية، طبعاً لصالح هذه الأخيرة، وهي التي تُولِّد ثقة لاعبيها العالية بأنفسهم، وتزيد من روحهم القتالية، وتُخرِجهم غالِبين من الالتحامات الجسدية التي تحدث في كرة القدم، وتُسهّل لهم تطبيق تكتيكات المدرِّبين، وتجعلهم قادرين على تحمّل ضغوط المباريات، وتُسوّقهم في دوريات المحترفين القوية، وتستثمر مهاراتهم الفردية استثماراً مُضاعفاً حتّى لو كانت المهارات محدودة وأقلّ ممّا حبا الله به لاعبينا الأعزّاء!.

قالت ذلك أيضاً لكن بشكل غير مُفصّل الأندية الإسبانية التي ابتعثنا إليها بعض لاعبينا للاحتراف، واتّخذته سبباً لعدم إشراكهم في مباريات الدوري الإسباني إلّا نزْراً يسيراً!.

وليس هناك وقت الآن للحديث عن الأسباب التي خلّفت لاعبينا عن الركب العالمي في القوة البدنية، وضعفهم البدني هو مشكلة حادّة ومُزمنة لازمت أجيالاً منهم، وعزّزته ثقافة مجتمعنا السلبية في تنشئة الأطفال، وعدم ضبط غذائهم ونومهم وممارساتهم المعيشية، لأنّ باب كأس العالم قد طرق، ومنتخبات روسيا والأوروغواي ومصر التي سنواجهها أقوى من منتخبنا بدنياً، وحبل معنويات لاعبينا واقع بين شدّ قد يقطعه، وبين ارتخاء قد يُسْقِطه مفتول الخيوط على الأرض، ولا بُدّ من علاج سريع وفعّال، بينما الطبيب النفسي الذي قيل أنّه يرافق منتخبنا قد يُفِيد لكن ليست الإفادة الكاملة!.

وهنا أوصي منتخبنا باللجوء لكلام ربِّنا الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم، ووهبه القوّة قبل الضعف والشيْبة، وفي سورة البقرة إذا أكثر لاعبونا من قراءتها بل إذا ختموها مرّة كلّ يوم، بتدبّر وتفكّر، فإنّ لها تأثيراً عجيباً في دنيانا وآخرتنا، وأخْذها بركة، وترْكها حسرة، ولا تستطيعها البطلة، وفيها آيات الحفظ (آية الكرسي)، وكفاية الله للعباد (خواتيم السورة)، والتصبّر (رَبَّنَا أفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرَاً)، وتثبيت الأقدام (وَثَبِّت أقْدَامَنَا)، وانتصار القلّة الضعيفة على الكثرة القوية (كَمْ مِنْ فَئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةٍ بِإذْنِ الله)، وهزيمة الخصوم (فَهَزَمُوهُمْ بإذْن الله)، وغيرها من الأسرار التي يدركها المؤمنون المُداوِمُون على قراءتها!.

منتخبنا: اقرأ سورة البقرة، ولا أزيد!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store