Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

مواطن و «940» الأمانة!!

A A
كاد مواطن أن يطير من الفرح عندما عَلِمَ أنّ هاتف أمانة جدّة رقم (٩٤٠) يستقبل شكاوى السُكّان عن الحشرات والقوارض والحيوانات السائبة، فهو يُعاني من وجود مدرسة حكومية أمام بيته، وقد أنشأتها وزارة التعليم بدون رصيف خارجي، وكذلك يوجد بجواره ملعب كرة قدم خاص يُؤجّره صاحبُه للنّاس بالساعة، وأيضاً أنشأه صاحبُه بدون رصيف خارجي، إذن فالمدرسة والملعب «وافق شنٌ طبقة».!

والمشكلة هي أنّ الجُرذان التي غزت الحيّ الذي يسكن فيه المواطن تزامناً مع تشغيل شركة المياه لنظام الصرف الصحي فيه، قد اتّخذت جحوراً لها تحت التراب بجانب أسوار المدرسة والملعب الخالية من الأرصفة، وتنطلق منها لحاويات النفايات أو لبيوت الحيّ، ومنها بالطبع بيت المواطن المسكين، وهو قد أدرك فعلياً كيف يكون المرء في وجه المدفع!.

وعندما طلب من مدير المدرسة وصاحب الملعب إنشاء رصيف بجوارهما، لأنّه الوسيلة الوحيدة التي تضمن تدمير الجحور على رؤوس ساكنيها، اعتذر الأوّل لانعدام المُخصّصات المالية للصيانة، فكيف يُعقل هذا وميزانية وزارة التعليم تُعتبر من أعلى ميزانيات الجهات الحكومية؟ إن لم تكن أعلاها على الإطلاق، كما اعتذر الثاني مثله مثل كثيرٍ من المستثمرين غير المُبالِين بمصالح الجيران!.

هُنا لجأ المواطن للأمانة العزيزة، وهاتفها رقم ٩٤٠ الأكثر معزّة، لعلّها تنقذه من الجُرذان بما تملكه من وسائل مكافحة، أو تُلزِم المدرسة والملعب بإنشاء الأرصفة، أو تُنشئها بنفسها، فالشوارع شوارعها ومسؤوليتها، فاتّصل بالهاتف مثنى وثُلاث ورُباع، بل وخُماس وسُداس وسُباع، بل وثُمان وتُساع وعُشار، وفي كلّ مرّة تأتيه الرسالة الصوتية المُسجّلة أنْ مرحباً به وبمساهمته بالشكوى للارتقاء بخدمات الأمانة، وتطلب منه إدخال رقم هويته إظهاراً للجدّية في تقديم الشكاوى، وأنّ مآمير الأمانة مشغولون الآن وسيردّون عليه حال انتهائهم من خدمة مواطن آخر، ثمّ ينفصل الخطّ بلا ردّ من آمِر أو مأمور!.

طيب ماذا يفعل هو؟ أخشى أن يكون مطلوباً منه أن يُنشئ رصيفاً يخصّ منشآت غيره بماله هو، كي يحمي بيته من الجُرذان! فهلّا أفادته الأمانة عن ذلك لأنّ عليها أمانة الشوارع التي تفرَّق دمُها بين الجهات والأفراد، بينما الأمانة تتفرّج.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store