Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
حسن ناصر الظاهري

بي إن سبورت.. رحلة تحول من الرياضة للسياسة!

الأمر يحتاج إلى اتخاذ خطوتين، إحداهما من الاتحاد العربي، والآخر من الاتحاد السعودي، لوقف هذا الاحتكار، فبالنسبة للاتحاد السعودي، فقد أجمع أكثر من قانوني على أن قطع العلاقات مع قطر يعتبر أساسًا قانونيًا لإيقاف احتكار بث مباريات كأس العالم وغيرها من البطولات، مع ضرورة تقديم شكوى للفيفا ضد الشركة التي تجاوزت حدودها وأساءت رسالتها

A A
تتجه الأنظار هذه الأيام إلى روسيا، حيث تستضيف بطولة كأس العالم، مما يعني أن هذا الحدث يحظى بمتابعة الملايين من سكان العالم، الأمر الذي يتطلب الحياد في النقل وقصر التحليلات واللقاءات على الشأن الرياضي وعدم خلط الرياضة بالسياسة، ومن المؤكد أن العقود الموقعة بين (الفيفا) وبين القنوات التي تملك حق النقل الحصري في إذاعة المباريات تنص على ذلك، وفي الوقت الذي التزمت فيه كافة الشركات الناقلة لهذا الحدث بميثاق الشرف الذي يشدد على عدم التجاوزات في النقل والبعد عن الإثارة، إلا أن شركة "بي إن" التي عُهد إليها بنقل الحدث لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا كانت الشركة الوحيدة التي تجاوزت حدودها، حيث سلكت طريقًا آخر بعيدًا كل البعد عن المجال الرياضي فخلطت الرياضة بالسياسة، ووظفت مقدمي البرامج والمحللين وكذلك المعلقين لمهاجمة قادة ومسؤولي الدول المقاطعة لدولة قطر بمناسبة وبدون مناسبة، وإثارة النعرات بين الشعوب العربية، والسعي باتجاه التأثير على علاقات الأشقاء عن طريق اختيار مواقف لا تمت للرياضة بصلة، ومن المهازل التي تدعو للسخرية هو تحميل المملكة للخسارة التي مني بها المنتخب المغربي الشقيق، وأعطت هذا الجانب مساحة واسعة من النقاش، واللقاءات مع المسؤولين المغاربة والشارع المغربي، واستماتت في سبيل خلق عداء بين القيادتين والشعبين الشقيقين، واتهمت المملكة بالقرصنة بإذاعتها المباريات دون دليل مادي.

ولا أعرف سببًا منطقيًا لعدم تقدم الاتحادات العربية التي عانت من حرمان جماهيرها الرياضية من الاستمتاع برؤية هذه الأحداث -للاحتكار الذي هي عليه شركة "بي إن"- وتمكينها من إتاحة نقل تلك التظاهرات على قنواتها الأرضية وذلك بالطرق النظامية، والاستفادة من التجربة الأوروبية التي تصدت بكل قوة لهذه المهمة عبر القانون، وفكت حصرية نقل المباريات، حيث سبق للمحكمة الأوروبية أن قضت بصفة نهائية "أنه من حق دول الاتحاد الأوروبي منع بث بطولة كأس العالم وكأس أوروبا لكرة القدم على قنوات مشفرة، وطالبت الاتحادين الأوروبي والدولي للعبة ببثها على قنوات مجانية"، وأذعن الفيفا لهذا الحكم، ومما يثير الدهشة أن شبكة "بي إن" أعطيت الحق في بث المباريات على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا دون أي منافسة في نفس المنطقة، علمًا بأن هناك في أوروبا وأمريكا وغيرها تتقاسم النقل عدة شركات.

الأمر يحتاج إلى اتخاذ خطوتين، إحداهما من الاتحاد العربي، والآخر من الاتحاد السعودي، لوقف هذا الاحتكار، فبالنسبة للاتحاد السعودي، فقد أجمع أكثر من قانوني على أن قطع العلاقات مع قطر يعتبر أساسًا قانونيًا لإيقاف احتكار بث مباريات كأس العالم وغيرها من البطولات، مع ضرورة تقديم شكوى للفيفا ضد الشركة التي تجاوزت حدودها وأساءت رسالتها، واتخذت من هذه الميزة منبرًا لبث سمومها تجاه من تختلف سياساتهم مع سياسة النظام القطري، وتجاوز مذيعيها ومحلليها مهامهم والإساءة للمملكة ولرموزها، والبراهين لن نعجز عن تقديمها لأنها موجودة ومسجلة، آمل أن يتخذ الاتحاد السعودي هذه الخطوة سريعًا فلعلها تساهم في عرقلة مونديال قطر القادم وفك هذا الاحتكار.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store