Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

إزعاج حفلات الزواج!!

بضاعة مزجاة

A A
لديّ وجهة نظر شخصية لكن يُشاركني فيها الكثير، وهي أنّ الفِرَق الشعبية التي تُحْيي حفلات الزواج لدينا غير مُؤهّلة مثلما كانت زمان، وبكلّ أمانة وبعد حضوري للعديد من حفلات الزواج، ومشاهدة وسماع فِرَق شعبية كثيرة، لا أرى أدنى صلة بينها وبين الطرب، بل هي عالة على الطرب، وما سمعته منها هو صخب عالي الصوت ينحدر لدرجة الإزعاج، وتكاد معه تعدّ الدقائق والثواني كي ينتهي الطرب وتُريح طبلة أذنك بعد إرهاق!.

ويبدو أنّ العشوائية واللا احترافية تسود سوق طرب حفلات الزواج، ويخبرني بعض المهتمّين بالموضوع أنّ تكلفة إحياء الفِرق الشعبية للحفلات في الليلة الواحدة ليست قليلة، ويتقاضى رئيس الفِرقة الهاوي نصيب الأسد منها، بينما يُعطِي كلّ عضو من أعضائها مبلغا زهيدا للغاية، ولا عامل مُشترك بينهم سوى جرأة الظهور أمام الناس، وحُبّ السهر، وقوّة الحبال الصوتية، أمّا حلاوة الصوت، وطلاوته، ورقّته، وإجادة فنون الطرب والمجسّ الحجازي ومقاماته والمواويل، فحظّها عندهم قليل، مثل حظّ منتخبنا في بطولات كأس العالم الذي نندبه في كلّ كأس عالم نتأهّل إليه!.

أنا أدعو وزارة الثقافة لتطوير مهنة طرب حفلات الزواج، وتنظيم سوقه الكبيرة التي تُعَدّ قيمتها بمئات الملايين سنوياً، وإجراء اختبارات تصفية فنية وتمحيصية لكلّ من يرغب في امتهانها، فلا مجال للهُواة غير الجديرين، كي يكون البقاء للأفضل، وتخليص السوق من كلّ من هبّ ودبّ ظاناً نفسه مثل طلال مدّاح أو محمّد عبده أو حتّى محمّد أمان، فبكلّ أمانة، وللمرّة «التسعطعشر» أقولها: لا استمتاع للسواد الأعظم من المدعوّين في حفلات الزواج مع هكذا فِرَق!.

ومن لا يصدّقني يحضر إحدى الحفلات، وسيجد المدعوّين إمّا مُنشغلين مع رسائل الواتس آب، أو بالتحدّث بصوتٍ عال، لكن «وشوشة» لصيقة في آذان بعضهم، وما إن يُعلِن الداعُون عن تقديم العشاء حتّى يهرعون إليه مُهْطِعين، وهم من كلّ كرسي ينسلون، فصوت طرقعة الملاعق الحديدية في الصحون الصينية هو أجمل من صياح الفِرَق وطربهم الذي ليس له من اسمه أدنى حظّ ولا نصيب!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store