Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد البلادي

سعوديون بيّضوا الوجه

A A
* بندر الزارع ومازن الفرج طبيبا عيون سعوديان من أهلنا الطيبين في الشمال.. لم يكتفيا مثلما يفعل معظمنا بالحديث عن العطاء والتصدُّق ببعض المال فقط.. بل جسَّدا العطاء الإنساني واقعاً ملموساً ومشرفاً لكل أبناء هذه البلاد المباركة، حين نظّما بمساعدة فريقهم الطبي حملة طبية انطلقت من سعودية (الخير) نحو بعض دول إفريقيا، ورغم بساطة إمكانيات الحملة، إلا أنها أورقت وأينعت خيراً على بعض فقراء إفريقيا، حين نجحت في استرداد بصر الكثير منهم، من خلال إجراء عمليات جراحية لأُناس أفقدهم الفقر والعوز نور عيونهم.

* العطاء متعة النفوس الكبيرة ومكافأتها في نفس الوقت، ليس بالضرورة أن يكون العطاء مالاً أو شيئاً ثميناً، أحياناً قد يكون في جرعة ماء، أو في قضاء حاجة إنسان، أو حتى في إتقان عملك وخدمة الناس من خلاله.. المهم أن يكون عطاؤنا في وقت وموضع حاجة، وهذا سر عظمة عمل الدكتور بندر ورفاقه. كلنا قادرون على تحسين محيطنا، بل وحتى عالمنا الكبير، المهم أن تكون لدينا الرغبة والثقة في قدراتنا، والإخلاص والصبر والمثابرة لكي نُحدث فارقا ملحوظا. هل يمكنك تخيُّل أن يتم إعادة البصر لإنسان بعد سنوات من العمى بمبلغ ‏١٥٠ ريـال فقط!.. هذا ما حدث بالفعل، فقد أعادت الحملة -بتوفيق الله- البصر لرجل فقير مصاب بالعمى منذ ٣٠ سنة.. هل رأيت كيف يمكن لمبلغ صغير أن يُغيِّر حياة إنسان إن وضع في مكانه الصحيح؟!

* تتعرَّض بلادنا لحملات تشويه إعلامي ممنهجة من قِبَل دول ومنظمات معروفة للجميع، ومثل هذه الأعمال الخيرية سواء كانت حكومية أو فردية، هي أبلغ رد يُظهر الوجه الحقيقي لمملكة الإنسانية ولخُلق أبنائها. بالطبع لم أكتب اليوم عن هؤلاء الأطباء الإنسانيين وعن حملاتهم الرحيمة من أجل تلميعهم، فأنا واثق أنهم زاهدون في هذا، وأن هدفهم الأول هو تلك السكينة والراحة والسعادة التي تغمر نفوسهم.. كل ما أردته من مقال اليوم هو مشاركتهم في هذه الأعمال الخيّرة أولاً.. ثم تحفيز غيرهم من أبناء السعودية العظمى على بذل المزيد من الجهود الإنسانية باسم مملكة الإنسانية في كل العالم.

* حملة الدكتور بندر الزارع (بيّضت) الوجه فعلاً، ودعمها واجب علينا جميعاً، بدءاً بوزارة الصحة السعودية وكل الجهات الحكومية ذات العلاقة، وليس انتهاءً بي وبك وبمجتمعنا المُحب للعمل الخيِّر، والذي يمكن أن يُقدّم للبشرية الكثير من الخير متى آمن بقدراته، ومتى تأكَّد أن قيمة الأشياء في عوالم العطاء ليست في ثمنها بل في مدى الحاجة اليها، وأن ما يبدو في نظرك هيّناً وبسيطاً وغير ذي بال، قد يُمثِّل حلماً صعب المنال بالنسبة لغيرك!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store