Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

ساعة غذاء أرامكو.. ساعتان!!

A A
بعد نشْر مقالي (هلمّ إلينا أيّها الياباني) الأسبوع الماضي، أتتني رسالة من أحد موظّفي شركة أرامكو في مقرّها الرئيس في الظهران، ويقول فيها:

لفت نظري في مقالك مطالبتك «ساخرًا» بابتعاث الموظّف الياباني الذي عاقبته جهة عمله في اليابان لمغادرته موقع عمله قبل حلول موعد استراحة الغذاء بـ٣ دقائق، كي يتعلّم في حضرة موظّفينا عدم الانضباط في الدوام على أصوله!.

وقد حصل في أرامكو تطبيق عملي لما طالَبْتَ به -والكلام مازال لموظّف أرامكو الذي طالبني بعدم ذِكْر اسمه- إذ لدينا موظّف ياباني لا يعود إلى مكتبه من استراحة الغذاء، إلّا بعد نصف ساعة من التأخير، وكي لا نظلمه فالمسألة عامّة، حيث غالبية الموظّفين، الأجانب كما السعوديين، لا تلتزم بموعد بداية ونهاية استراحة الغذاء، التي تبدأ في الحادية عشرة ونصف صباحًا ولمدّة ساعة إلى الثانية عشرة ونصف ظهرًا، فما إن تقترب الساعة من الحادية عشرة صباحًا حتّى يبدأ النزوح الجماعي من المكاتب إلى صالات الطعام، أو بيوت الموظّفين في الحيّ السكني، ولا ينتهي زحام العائدين إلى المكاتب إلّا على مشارف الساعة الواحدة ظهرًا، والواقع أكبر من أن يُنكر، ومن يُنكره عليه الوقوف أمام بوّابات المكاتب في الظهران في الأوقات المذكورة ويُشاهد بأم عينيه الواقع المؤلم!.

انتهت رسالة موظّف شركة أرامكو التي هي في أعين كلّ السعوديين قدوة حسنة لجهات الدولة كافّة، فإن كان ما في الرسالة صحيحًا فمعناه أنّ ساعة الغذاء في أرامكو قد صارت ساعتيْن، ولكم أن تحسبوا كم رواتب بالمليارات نخسرها مقابل ساعة استراحة إضافية عقيمة الإنتاج، قد اعتمدها موظّفو أرامكو من لدنّ أنفسهم، ونام عنها المسؤولون، وإن كان هذا يحصل في شركتنا العزيزة التي تُمتِّع موظّفيها بأفضل الحوافز المادية، فقد تُعذَر جهاتُنا الأخرى ذات الحوافز المتواضعة، فجرى إيه يا أرامكو؟ لقد صُدِمتُ أنا بهذه المعلومة، كما يُصدم الطفل في أبيه الذي يراه مثاليًّا ثمّ يكتشف عكس ذلك، وخُدِش إعجابي بك مُذْ كنت جارًا لك في جامعة البترول والمعادن، وأطالب بالإصلاح، وإلّا أهدّد بتغيير عنوان مقالي السابق من (هلمّ إلينا أيّها الياباني) إلى (هلّم إلى أرامكو أيّها الياباني)، فهي هكذا غير منضبطة مثل الكثير غيرها، وما في أحد أحسن من أحد!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store