Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

دع التشاؤم والتحامل وابدأ العمل والتفاؤل

الحبر الأصفر

A A
الآفَات التي تُصيب المُجتَمع كَثيرة، مِنهَا مَا هو ظَاهِر، كالأَمرَاض والأَوبِئَة، ومِنهَا مَا هو خَفي، كأُولَئك الذين يَزرعون العَقبَات؛ فِي طَريقِ مَن يُريد النَّجَاح، وأَعنِي بِهم المُثبطين، أَو المُحبِطين، أَو المُتشَائِمين..!

أَنَا هُنَا لَا آسف عَلَى مَن يُريد المُتشَائِم تَحطيمه، بَل الأَسَف –كُلُّ الأَسَف- يُوجَّه للمُتشَائِم نَفسه، لأنَّه أَضَاع وَقته فِيمَا لَا فَائِدَة فِيهِ، مَع أَنَّه يَستَطيع أَن يُغيِّر مِن تَشَاؤمه، ويَتحوَّل إلَى قَبيلة المُتفَائلين.. ولَكن كَيف ذَلك؟.. هَذا سُؤالٌ كَبير، تُجيب عَنه مَوسُوعة «دَليل التَّفَاؤل والسَّعَادَة»، حَيثُ تَقول: (إنَّ الشَّخص المُتشَائِم؛ الذي مَا يَزَال يَحتَفظ ببَعض الإرَادَة، فِي استطَاعته أَنْ يَظفر بالتَّفَاؤل عَن طَريق العَادَة؛ التي يُروِّض نَفسه عَليهَا، فيَخلق فِي نَفسه حَالَة جَديدَة، تَتحوَّل -فِيمَا بَعد- إلَى عَادَةٍ حَسنَة، وسَوف يَستبدل المِنظَار الأَسوَد؛ الذي يَرقب بِهِ الحَوادِث، ويَنظر إلَى الأشيَاء؛ بمِنظَارٍ أَبيَض، يَرَى الأمُور مِن خِلَالَه، بهُدوءٍ وسَكينَة واطمئنَان، فيَكشف فِيهَا النَّواة التي تُحرِّكهَا..!

وإذَا كَان مِن الضَّروري لَه؛ أَنْ يَبذُل مَجهوداً مُضنياً فِي البِدَايَة، إلَّا أَنَّ كُلاً مِنَّا يَعلم؛ أنَّه لَيس فِي وِسع إنسَان، الحصُول عَلَى شَيءٍ مَا دُون جُهد. سَل الذين خَلقُوا شَيئاً جَديداً؛ فِي أيَّة نَاحيَة مِن نَواحي الفنُون، أَو الآدَاب، أَو العلُوم، أَو الصِّنَاعَة، أَو التِّجَارَة، كَيف أَمكَنهم أَنْ يُحقِّقوا ذَلك الخَلْق الجَديد؟.. سيُجيبوكَ بأنَّ شِعَارهم؛ هو العَمَل اليَومي المُتوَاصِل غَير المُنقَطِع)..!

حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!

بَقي القَول: أيُّها النَّاس، لقَد وَجدتُ العَمَل -بَعد أَنْ رَسمتُ الأَمَل- هو خَير عِلَاج لأمرَاض النَّفس، مِثل الكَآبَة والمَلَل والفَقْر، وأَهمُّ مِن ذَلك كُلّه، تَقليص مسَاحة التَّشَاؤم القَاحِلَة، وتَوسيع مسَاحة خُضرة التَّفَاؤُل..!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store