بائع التوت الشامي..
ليس باستطاعتك أن تقاوم رغبة الانتباه إليه، وأنت تراه متجولاً في جادة سوق عكاظ.. وقد أثار الفضول إليه بثلاثية:
- المظهر
- المحتوى
- والترويج
فعلى مستوى المظهر، يبدو أمامك بلباسه الفلكلوري، مزركشًا كأنه حديقة من ألوان، ضبطها حزام أحمر تمنطق به البائع، وعلى رأسه طربوش.. وعلى الكتف إبريق بعنق طويل.. مسنود بإحدى يديه، وعلى اليد الأخرى أكواب تنتظر الأفواه الظامئة.
أما المحتوى، فعصير من التوت البارد.. ينادي عليه مروّجًا بصوت منغم، وهو ينادي:
طيب طيب يا توت
التوت الشامي عنا وتعال لعنا
ذوق التوت بارد وطيب ياتوت
التوت الشامي شو طيب
حوله يجتمع الأطفال، منجذبين إلى منظره وصوته، يشربون من عصيره البارد، ويلتقطون الصور التذكارية..
أسرار الصنعة
عبدالحكيم أبومحمد، أحد بائعي التوت.. قدم من المدينة المنورة؛ حيث يقيم بها، وجاء إلى سوق عكاظ للمشاركة، يقول عن اللباس الذي يرتديه: هذا اللباس الفلكلوري لبائع التوت ينتشر في بعض الأسواق، وهو معروف منذ أوائل القرن الماضي، ويتألف من الطربوش والصدرية وحزام أحمر عريض يلف على منطقة البطن واللباس الدمشقي القديم.
ويشير أبومحمد إلى الفوائد الغذائية التي يحتوي عليها شراب التوت، وطريقة تحضيره بقوله: لثمار التوت وشرابه فوائد كثيرة يؤكدها الأطباء والعلماء، ومنها احتواؤه على فيتامينات مغذية للجسم وللمناعة ومنشطة للدورة الدموية، كما كان يستخدم قديمًا شرابًا لعلاج البلهارسيا وحرقات المعدة وعلاج الكحة والسعال الديكي.
أما كيفية تحضيرة فعصير التوت يحتاج إلى خبرة ودراية وموازنة ما بين كمية الثمار والسكر والوقت، وتعتمد طريقة تصنيعه على نقع التوت الشامي مع إضافة كميات من السكر توازي تمامًا كميات التوت المراد عصرها، وبعد عصر التوت لإخراج السائل الأحمر منه يوضع على شاش أبيض في إناء مخصص لهذا الغرض لفرز الشوائب والتخلص من المخلفات، ثم تبريد السائل الذي جرى غليه.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
