Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الإجازة الناجحة

No Image

A A
يدرس الطلاب في مختلف مراحلهم الدراسية وهم يضعون نصب أعينهم النجاح نهاية العام وهذا أمرٌ جميل ولكن الأجمل لو أن هذه النظرة تتوسع وتشمل معها الإجازة الصيفية فهي الأخرى قد ننجح فيها وقد نرسب، ننجح إذا أجدنا استثمارها وقدناها كيفما نشاء، ونرسب إذا أهملناها وجعلناها تقودنا كيفما شاءت، وللأسف أن الرسوب فيها كثير، قلة قليلة من أبنائنا من يستثمرونها في دراسة صيفية أو عمل مؤقت أو تنمية مهارة أو ممارسة هواية أو القيام بأمرٍ مفيد.

يُجمع خبراء تطوير الذات على أن نجاح الإنسان في حياته يعتمد على نوعية مهامه اليوميّة ولن يستطيع الإنسان تغيير حياته ما لم يغيّر قائمة مهامه اليومية، اجعل في يومك عبادة وذكراً، تأمل وفكر، اجعل فيه القراءة والرياضة، ازرع فيه ما شئت من بذور نافعة، واسقها وارعها، وستحصد أطيب الثمار، قل لي ما الأمور التي تفعلها في يومك أقل لك من أنت. يقول (جيم رون): لا يمكنك تغيير وجهتك بين عشية وضحاها، لكنك تستطيع تغيير اتجاهك بين عشية وضحاها.

ماذا لو أن وزارة التعليم جعلت درجات إضافية لكل طالب يقوم بممارسة هواية نافعة أو عمل تطوعي أو تعلم لغة أجنبية أو حرفة يدوية أو اتقان مهارة فنية أو تقديم موهبة رياضية أو اجادة برامج إلكترونية، أنا متأكد أننا سنجد تفاعلاً كبيراً من أبنائنا وبناتنا فالكثير منهم يملكون النبوغ والإبداع ولا ينقصهم سوى التوجيه والتشجيع ومؤسسات متخصصة تحتضنهم وتوفر لهم الأدوات والأساسيات ومن ثم سنرى الانتاج والإبداع والتفوق والاختراع وبهذا تكون عملية التعليم متكاملة متوازنة.

يقول (سقراط): ليس العاطل من لا يؤدي عملاً فقط، العاطل من يؤدي عملاً في وسعه أن يؤدي أفضل منه.

الأيام هي الأيام كانت وقت دراسة أو اجازة، كانت حارة أو باردة، ممطرة أو مشمسة، هي ذاتها بساعاتها وحسن استثمارها، هي ذاتها بأهميتها وكونها عمر الإنسان وحياته، من المستحيل تغيير الوقت ولكن من الممكن جداً تغيير نظرتنا للوقت، فنتعلم كيف نديره ونستثمره ومن ثم نرتب أولوياتنا ونستثمر إمكانياتنا حتى تتحقق غاياتنا.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store