Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالعزيز حسين الصويغ

السياسة .. و«البتنجان»!!

A A
لم يفاجئني موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترمب من أقرب حلفاء الولايات المتحدة في «حلف ناتو NATO»، فهو موقف قديم عبّر عنه بوضوح خلال حملته الانتخابية للرئاسة عام 2016. فترمب يرى أن بلاده تتحمل العبء الأكبر من تكاليف الحلف مما يُشكل ظلماً كبيراً على واشنطن.

****

وقد غرد الرئيس ترمب عبر «تويتر» قبل حضوره لقمة الناتو قائلًا: «الولايات المتحدة تنفق على الناتو أكثر بكثير من أية دولة أخرى، هذا ليس عادلاً أو مقبولاً»، وانتقد الدول الأوروبية بشأن التجارة فكتب: «بإجراء بعض الحسابات، الولايات المتحدة تدفع 90% من الناتو فيما لم تقترب بعض الدول حتى من 2% من التزاماتها، وفوق كل ذلك، لدى الاتحاد الأوروبي فائض تجاري مع الولايات المتحدة 151 مليون دولار مع فرض حواجز تجارية كبيرة على البضائع الأمريكية.. لا!».

****

مشكلة الرئيس ترمب في النظر للقضايا السياسية هي أنه يُخضعها لمنطق السوق التجارية وفي ضوء الربح والخسارة المادية. وهو منطق لا يستقيم مع العمل السياسي. فمن المعروف أن السياسة لا تُقيّم المواقف والقضايا الدولية، ولا المحلية، بسعر الباذنجان في السوق. فالسياسي ليس تاجر جُملة ولا تجزئة، لذا فإخضاع العمل السياسي للمنظور التجاري وحده قد لا يقود للخروج بنتائج ناجحة في العمل السياسي، وكونك تاجر باذنجان ناجحاً لا يعني أن تكون سياسياً ناجحاً.

****

تظل المسألة في النهاية هي مسألة شد وجذب بين ترمب وحلفائه، فكلا الطرفين يُدرك أهميته للآخر، ولن تجازف الدول الأوروبية الأعضاء بالناتو بفقدان الدعم الأميركي لها ، كما لن تفرط الولايات المتحدة في حلفائها، لذا سينتهي الأمر بتفاهم بحيث «لا يموت الذئب ولا يفنى الغنم».. وسلملى عالبتنجان!

#نافذة:

[إللي ما معهوش .. ما يلزموش .. واللي معاه أمه دعياله ؟!]

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store