Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

(تويتر) يحارب الوهم

A A
الوهم في وسائل التواصل الاجتماعية له أشكال متعددة، فبعض الحسابات الوهمية أصبحت تساهم في التأثير على الرأي العام والإشادة أو الإساءة لبعض الأفراد أو الجهات، فهناك عشرات الآلاف من الحسابات الوهمية التي تعمل على مدار الساعة لإغراق وسائل التواصل بالأخبار الكاذبة ونقل بعض تفاصيل الأحداث وإن لم يكن صحيحاً. ومع ارتفاع عدد المتفاعلين في تلك الحسابات الوهمية مع تلك التفاصيل وتعليقاتهم عليها فيظن البعض أن هناك رأياً عاماً يحمله كثير من الناس بخصوص قضية معينة مما يوهم الآخرين بأن هناك تأييداً قوياً وكبيراً لتلك القضية مما يساهم في نشر قضايا رأي عام قد تكون وهمية وغير حقيقية خصوصاً وأن بعض القنوات الإعلامية تحرص على تداول القضايا ذات نسب التفاعل المرتفعة في بعض الوسوم مما يساهم في إشغال المجتمع بها ونشر الفوضى وزعزعة الأمن.

يكفي أن نعرف على سبيل المثال بأن المدة الزمنية لإنشاء ما يصل إلى 100 ألف متابع وهمي جديد في (تويتر) على سبيل المثال لا تحتاج إلا لوقت قصير مما جعل من هذا الأمر تجارة رابحة للبعض. ولذلك فقد حذر الأمن العام مؤخراً كلاً من المواطنين والمقيمين من تلك الحسابات الوهمية وأن بعضها ينتحل صفات وأسماء شخصيات اعتبارية أو رسمية ويكون هدفها الحصول على أموال أو معلومات مما يتطلب عدم التعامل معها وضرورة الإبلاغ عنها. ولا تنحصر مشاكل الحسابات الوهمية في الإطار المحلي بل إنها شملت الإطار الدولي، فعلى سبيل المثال كبرى الشركات التكنولوجية العملاقة مثل قوقل وفيسبوك وتويتر واجهت العام الماضي استجوابات ساخنة بشأن مايقال عن استغلالها للتأثير على انتخابات الرئاسة الأمريكية عبر استغلال مثل تلك الحسابات الوهمية مما اعتُبر تهديداً للديموقراطية والأمن القومي .

قبل عدة أيام أعلن موقع (تويتر) الشهير عزمه لإلغاء عشرات الآلاف من الحسابات الوهمية وذلك في إطار جهود الشركة المتواصلة لخلق الثقة وتحفيز صحة المحادثات ورفع مستوى الدقة والشفافية، حيث سيتم إزالة الحسابات المقفلة من أعداد المتابعين للحسابات حول العالم مما قد يؤدي إلى انخفاض عدد المتابعين المعروض في العديد من الملفات الشخصية.. ومن أبرز المواقع التي فضحها هذا الإجراء ونشرته بالأمس صحيفة الوطن تلك الحملة الشعبية الزائفة والتي يتغنى بها نظام الحمدين، فقد انكشف الحساب الرسمي لتميم بن حمد وتلقى ضربة موجعة بانخفاض متابعيه من 2.6 مليون متابع إلى 233 ألف متابع، مما يعني بأنه كان يتضمن أكثر من مليونين من المتابعين الوهميين.

بعض الشخصيات لديها شعور بالنقص ورغبة جامحة في الظهور أمام الآخرين والاستماع منهم إلى عبارات الإعجاب والمديح وتعزيز الوهم لدى العامة بأنهم من الشخصيات التي تحظى بمتابعة وأهمية كبرى وهي في الحقيقة شخصية وهمية لايتابعها سوى حسابات وهمية.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store