Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالعزيز حسين الصويغ

خَيَارَات ؟!

A A
هناك طُرفة تقول:

قال مسؤول ألماني : كُنت أمام خيارين: أن أخدم بلدي ليصبح أغنى بلد في العالم أو أسرقه وأُغني عائلتي .. فاخترت الخيار الأول.

وقال مسؤول عربي: كنت أمام نفس الخيار .. لكن المسؤول الألماني أخذ الخيار الأول، ولم يبق لي إلا الخيار الثاني.!!

وهكذا فعلينا ألا نُسيء الظن في المسؤولين العرب حينما لا يُترك لهم الخيارات التي تمكنهم من أداء مهامهم على الوجه المطلوب فهم أمام تحديات كبيرة .. وأمام مفترق مصيري لا خيار لهم فيه، لذا فهم يلجأون إلى «الفَقُّوسُ»!!

****

ولمن لا يعرف ما هو «الفَقُّوسُ» .. فهو نوعُ من أنواع القِثَّاء ، أو ما نُطلق عليه عندنا «القِتَّه» .. وهي نبتة بستانية متسلقة من الفصيلة القرعية التي تضم القرع والكوسا وجميع أنواع البطيخ. لذا لا غرابة إن كانت هي الخيار لكثير من المسؤولين العرب، وهو ما علينا عدم استهجان المقولة المشهورة لأحد أعضاء مجلس الشورى التي قال فيها: «بلا مواطن .. بلا بطيخ»!!

****

ولا غريب إذاً أن تكون «الكوسة»، وهي نبات ذو ثمار صفراء أو خضراء، وشكله عموماً مماثل للخيار، من الخضراوات المُفضلة في الدوائر الحكومية العربية. ولعل البيروقراطية المصرية قد تفوقت في هذا المضمار حيث تلخص «الكوسة» كل ألاعيب الفساد والرشوة والمحسوبية التى يمارسها كل من يملك ليأخذ ما لا يستحق.

****

وللخيار والفقوس عوالم خاصة يُدركها أصحاب الخبرة من كبار الإداريين في دواوين الحكومات، كما أن لهما قوانين خاصة غير مدونة، مثلها مثل الدستور البريطاني حيث لا تملك بريطانيا دستوراً مكتوباً، وأحكامه غير مضمنة في وثيقة واحدة. لذا فقد أصبح يُعرف بـ»قانون الخيار والفقوس»!!

#نافذة:

[مكافأة الفساد لم تكن يوماً سوى إطعام ديناصور لا يعرف معنى الشبع!]

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store