نجوم المونديال.. ولدوا من رحم المعاناة

لم يصل غالبية نجوم المونديال إلى قمة النجومية على طبق من ذهب، وإنما حفروا نجاحاتهم بصعوبة بالغة، ولم يكن مستغربًا عند تتبع المسيرة الإنسانية والاجتماعية لنجوم مثل ميسي ومودريتش ولوكاكو وغيرهم أن نرى القاسم المشترك بينهم الظروف المعيشية الصعبة التي واجهتهم وإصرارهم على تحدي الصعاب، ولا يمكن تخيل مستوى الفقر والجوع الذي عاشه أغلى نجوم العالم كميسي وكريستيانو رونالدو ولوكاكو ولوكا مودريتش.

العيش في مخيمات اللاجئين

الكرواتي لوكا مودريتش نجم ريال مدريد الإسباني كان عمره 5 سنوات فقط حين قامت الحرب التي عصفت بآلاف الكروات حيث قتل والده وقضى الطفل اليتيم شهورًا عديدة في مخيمات اللاجئين محاطًا بأصوات القذائف والقنابل اليدوية.

حياته الأولى كانت بين أطلال الحروب فى كرواتيا بعدما قتل والده وتركه يتيمًا في تلك الظروف الصعبة التي خلفتها الحروب، وقضى معظم حياته في الصغر بمخيمات اللاجئين بين أصوات القنابل والقذائف التي ترهب الكبار قبل الصغار، ولكنه رغم ذلك تحول إلى أسطورة كروية وقاد منتخب بلاده إلى نهائي بطولة كأس العالم في روسيا.

لوكاكو يتبادل الحذاء مع والده

استهل مهاجم منتخب بلجيكا روميلو لوكاكو قصة حياته التي نشرها على موقع «ذو بليير تريبون» الذي يتيح للرياضيين كتابة سير حياتهم، بقوله «أتذكر وجه أمي وهي تقف أمام الثلاجة ولا تجد ما تقدمه لي من طعام سوى الخبز والحليب»، كما أنه كان يتقاسم الحذاء مع والده لعدم قدرة العائلة توفير حذاء له. نشأ لوكاكو في عائلة فقيرة لم يكن بمقدورها أن توفر له عيشًا كريمًا وطفولة «عادية» مثل باقي أطفال جيله، ورغم الفقر والمعاناة التي كانت تعيشها عائلته، استطاع لوكاكو أن يحقق حلمه ليصبح اليوم من بين أبرز لاعبي كرة القدم في العالم. ولد اللاعب الموهوب في مدينة «أنفيرس» البلجيكية في عام 1993 من أبوين أصلهما من الكونغو الديمقراطية التي كانت مستعمرة بلجيكية سابقًا.

غابريال خيسوس يكسب التحدي

لم تكن طفولة لاعب المنتخب البرازيلي غابرييال خيسوس سهلة، فقد تخلى عنه والده قبل أن يولد، إلا أن الشاب الذي كان يلوّن الأرصفة تجهيزًا لكأس العالم في العام 2014، كان اليوم من أبرز مهاجمي المنتخب في مونديال 2018.

رونالدو في بيت صفيح

ولد كريستيانو رونالدو في 5 فبراير 1985 بحي سانت أنطونيو، من أحياء مدينة فونشال ماديرا البرتغالية، وهو الطفل الأصغر لثلاثة آخرين «أخ وأختان»، من ماريا دولوريس دوس سانتوس أفيرو، التي تعمل طباخة، وجوزي دينيس أفيرو، ويعمل بستاني المدينة، وسمي باسم رونالدو لحب أبيه للرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان.

عاش رونالدو حياته في حي للطبقة العاملة، داخل منزل سقفه من الصفيح كان يطل على المحيط، وشهدت حياته المبكرة المشقة.