Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

السروي: مشروعنا لحفظ التراث تخطى مرحلة المسح الميداني

السروي: مشروعنا لحفظ التراث تخطى مرحلة المسح الميداني

A A
كشف مدير فرع جمعية الثقافة والفنون بأبها، أحمد السروي، عن مشروع لحفظ التراث المادي وغير المادي في منطقة عسير، مشيرًا إلى أن المشروع تخطى المرحلة الأولى المتمثلة في المسح الميداني، تليها المراحل الأخرى وصولًا للتوثيق على أسس علمية، كما أشار السروي إلى عزم الجمعية تنظيم الدورة الثانية من مهرجان أبها للأفلام السينمائية القصيرة، ممتدحًا ما شهدته الدورة الأولى من تفاعل، مبيِّنًا أن رسالة «فنون أبها» تكمن في رعاية المواهب، وفتح النوافذ أمام كافة المبدعين لتقديم عطاءاته المختلفة، بما يؤسس لأن تكون الجمعية «المرجع الأول في الثقافة والفنون».. في هذا الحوار يكشف السروي عن رسالة «فنون أبها»، وما قدمته في مجال الموسيقى والسينما، وما تعتزم تقديمه في الفترة المقبلة..

رسالة وأهداف

* إلى أي أفق ترمون بجهدكم.. وأي رسالة تسعون لتحقيقها بما تطرحونه من نشاط؟

- لدينا طموح عالٍ وكبير وهو الوصول خلال الفترة المقبلة إلى أكثر من 20 ألف متذوق ومتذوقة للفنون بمنطقة عسير، وهذا يمثل أحد الخيارات الإستراتيجية التي نعمل عليها للوصول إلى رؤية الوطن الطموحة 2030، والتي تعنى بالفنون باعتبارها إحدى القيم الجمالية التي نراهن عليها من خلال الإنسان والمكان. كما أننا نعمل وفق أهداف رئيسة تقوم عليها الجمعية في كافة مناطق المملكة عبر تمثيل الوطن في كل ما من شأنه الارتقاء بالثقافة والفنون على المستويين العربي والعالمي لمتابعة حركتيهما والتنسيق معهما. فضلًا عن كوننا نبذل جهودًا في تبني المواهب الشابة، وإتاحة الفرص أمامها لإبراز تفوقها ونبوغها في ظل الإشراف والتوجيه لتصبح حصيلتها داخل إطار ملتزم بالقيم والأصالة.. أما بخصوص الرسالة التي نسعى إلى تحقيقها، فهي أن نكون المرجع الأول في الثقافة والفنون لكل مواطن من خلال رفع الوعي الثقافي والفني وتمكين الشباب من تطوير مهاراتهم ومواهبهم، مع عملنا وفق رؤية تسعى لتنمية حضارة الثقافة والفنون ودمجها في النسيج المجتمعي، مما يعزّز مستوى الابتكار والتذوّق الفني لدى أجيال اليوم والغد ويرفع مكانة المملكة على خارطة الإبداع العالمية.

مبادرات وشراكات

* ماذا قدمت الجمعية من مبادرات.. وأين دور الشراكات في ذلك؟

- كما يعلم الجميع فإن الجمعية مؤسسة ثقافية معنية وبشكل كبير بتقديم رسالة الفن الحقيقي، والجمعية مؤسسة ثقافية تمارس فعلًا ثقافيًا وفنيًا وفق ما هو كائن وممكن، ولها محاولات كثيرة وأعمال كبيرة ومبادرات فنية كثيرة على امتداد خارطة الزمن والوقت وما تزال حتى اللحظة تُمارس فعل الديمومة والاستمرارية في مسارات الفنون الأدائية والبصرية، وهي تعي تمامًا دور الآخر، وتؤمن كثيرًا بأهمية الشراكات معه.

مشروع كبير

* حفظ التراث أحد المحور الأساسية في عمل الجمعيات.. فما هو جهدكم في هذا المجال؟

- التراث بشقيه المادي وغير المادي هو إحدى القيم الجمالية التي نسعى دومًا للعمل عليها من خلال منتدانا الثقافي، الذي قدم الكثير من الندوات والمسامرات المتعلقة بهذا الأمر، ومن خلال الفنون الشعبية باعتبارها أحد خيارات التراث وما زال الأمل قائمًا حتى اللحظة في حفظ وتدوين التراث. وبالمناسبة تم تقديم مشروع كبير جدًا، والآن نحن في المرحلة الأولى منه والمتعلق بالمسح الميداني وجمع المادة وهذا يعد خطوة أولى في بناء المشروع بشكل علمي ممنهج، وتعمل لدينا لجنة خاصة بالفنون الشعبية تقوم بدور محوري ومهم في توثيق هذه الفنون.

نوافذ إبداعية

* ما هي الفنون التي تركزون عليها في نشاطكم؟

- الجمعية معنية بالفن في كل مساراته واشتغالاته ونوافذه الإبداعية، الفنون هي الفضاء الحر الذي لا يحتاج إلى إطار باعتبارها حالة إبداعية وفعلًا إنسانيًا يتنامى وفق المعطى الزمكاني مع أهمية المحافظة على الثابت والاشتغال على المتغير وتطويره بما يتوافق مع الأهمية والفرجة التي تقود إلى جماليات الحالة. الجمعية تنظم هذه الحالة وفق قنوات تضمن للجميع أهمية الحضور الجيد والإبداعي وفق مسارات الفنون البصرية والأدائية بكافة أشكالها وأنواعها. فمثلًا لدينا قسم للموسيقى، ونستعد حاليًا لتقديم احتفال غنائي لمجموعة من الشباب، وسيتبع ذلك برامج إثرائية وتدريبية لذات الأمر، ونركز على تقديم المعلومة وفق إطارها المعرفي والمهاري وبشكل علمي مدروس.

اهتمام بالسينما

* قرار فتح دور السينما بالمملكة زاد من الاهتمام بها.. فأين أنتم منها؟

- تعلمون أن فن السينما له متطلباته وخصائصه واهتمامات تقنية، وربما شاهدت ذلك من خلال حضور هؤلاء الشباب في الفن السابع (السينما) وبشكل لافت، وهذا يجعلنا أمام مسؤوليات كبيرة في التعاطي مع الموقف وتسهيل الإجراء وتوفير الإمكانات وفق ما هو متاح وممكن، وهنا أشير إلى مهرجان أبها للأفلام السينمائية القصيرة الذي تم تنفيذه في 2017 والآن نستعد لتقديم الدورة الثانية وبشكل لافت من حيث الكم والنوع إضافة للبرامج التشكيلية والفوتوغرافية والشعبية والمسرحية والموسيقية. والأهم في هذه المعادلة هو في كيفية صياغة المشروع وتشخيص الواقع وقراءة التفاصيل للوصول للهدف بشكل إجرائي.

مصدر إبداعي

* ما الذي يميز عسير عن بقية المناطق وفقًا لنشاطكم؟

- منطقة عسير كغيرها من مناطق المملكة تتوالد فيها المواهب، وتبحث عن عناية خاصة بها، ونحسب أن عسير كانت سباقة في إنشاء قرية مهتمة بالفنون التشكيلية؛ وهي المفتاحة، كما كان مسرح المفتاحة مصدر إشعاع ثقافي وفني نشر الفن الملتزم والطرب الأصيل في بيئة سياحية نقية مع أجواء ربيعية ماطرة بخاصة في شهر أغسطس الحار في مناطق أخرى.. في عسير مميزات تجعلها مصدر إبداع متجدد ما بين السهل والجبل والوادي.

70 برنامجًا

* ماذا في أجندة «فنون عسير» من فعاليات؟

- الجمعية لديها برامج كثيرة جدًا، وتعمل وفق خطة عمل مُنذ بداية العام، وربما أننا تجاوزنا في عدد برامجنا حتى هذه اللحظة أكثر من 70 برنامجًا منذ بداية هذا العام، والجميل أن بعض البرامج كانت بالشراكات مع الجهات والمؤسسات المعنية، إضافة إلى ما قدمته لجان الجمعية وفق مسارات الفنون المتعددة. وخلال شهر رمضان الماضي نظمنا بدعم الهيئة العامة للثقافة 8 فعاليات حضرها أكثر من 3 آلاف رجل وسيدة.

أطياف مختلفة

* بأي ميزة تستقبطون الجمهور؟

نستهدف في نشاطنا المتنوع جمع جميع الأطياف في برامج مختلفة ومتجددة وذات اهتمام نوعي، وجمهورنا هم شركاء الفعل الفني الذي يمكن له المشاركة منذ اللحظة الأولى في التخطيط والإعداد والتنفيذ. وبلا شك نحاول دومًا الخروج عن المألوف والمكرر، والأهم يكمن في صناعة الحالة الفنية الثقافية بكافة أبعادها بما يتوافق مع مستوى الذائقة للمتلقي التي باتت أحد رهانات العمل.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store