Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سلطان عبدالعزيز العنقري

عالم رديء..!!

هذا هو العالم الرديء الذي نعيش فيه، عالم ينظر إلى المعتقد والمذهب والطائفة ولون البشرة والعرقية ولا ينظر للمعاييرالأخلاقية. صبية تايلاند لهم الحق في إنقاذهم من كوارث طبيعية وأطفال العالم العربي يجب وأدهم وهم أحياء؟!

A A
عندما ننعت العالم ونقول عنه إنه رديء فهو بالفعل رديء بجميع المواصفات والمقاييس، والسبب واضح وجلي للعيان كونه عالماً تحكمه المصالح وليس القيم والمبادئ والأخلاق. عالم ضرب بعرض الحائط بالقيم الإنسانية وأصبحت الماديات هي سيدة الموقف. أطفال في عالمنا العربي تُنتهك طفولتهم، ويُقتلون بالكيماوي وبجميع ما أنتجته مصانع الأسلحة الغربية والشرقية، ومن دمار شامل في العراق وسوريا وليبيا وفلسطين واليمن والصومال وغيرها. أطفال يتم تجنيدهم والزج بهم في حروب بسبب جماعة متخلفة اسمها الحوثي ولا تحرك المنظمات الدولية ولا حتى جمعيات حقوق الإنسان ساكناً بل تصب كل حممها على المعتدى عليه وتترك المعتدي يتمادى في غيه وطغيانه. هذا هو العالم الرديء الذي يتصف بالتمييز العنصري بسبب إما الدين أو المذهب أو الطائفة أو لون البشرة أو العرقية أو بسبب المصالح التي تقف خلفها الماديات. وفي المقابل في تايلاند قامت الدنيا ولم تقعد على 12 صبياً تم تغطيتهم إعلامياً تغطية مكثفة لأكثر من أسبوعين، في أحد الكهوف المغمورة بمياه الأمطار لفقدانهم في رحلة ترفيهية .. الفارق بينهم وبين أطفال فلسطين وسوريا واليمن والصومال يتمثل في أن أطفال تايلاند ذهبوا للترفيه وأصبحوا ضحايا لكوارث طبيعية، في حين أطفال العالم العربي يبحثون فقط عن مأوى آمن حتى لا يقعوا ضحايا للكوارث التي صنعها الإنسان؟!، الفارق أن صبية تايلند يعيشون في أمن وأمان ويستمتعون بطفولتهم من ألفها إلى يائها حتى يخرجوا للمجتمع متوافقين معه بدون معاناة واضطرابات نفسية ،في حين صبية عالمنا العربي ليس لهم الحق في التمتع بطفولتهم والترفيه عن أنفسهم بل يتم انتهاك طفولتهم وحقوقهم كأطفال، فمكتوب عليهم أن يكونوا وقوداً لزعماء حرب متخلفين عقلياً بمباركة من أمم متحدة لديها مكيالان أحدهم مكيال كامل لأطفال الغرب والشرق، والمكيال الآخر الناقص لأطفال العرب والمسلمين. هذا هو العالم الرديء الذي نعيش فيه، عالم ينظر إلى المعتقد والمذهب والطائفة ولون البشرة والعرقية ولا ينظر للمعايير الأخلاقية. صبية تايلاند لهم الحق في إنقاذهم من كوارث طبيعية وأطفال العالم العربي يجب وأدهم وهم أحياء؟!. إعلام تايلند والغرب والشرق وقنواتهم الفضائية التي تسبح في فضائنا العربي عملت من صبية تايلند قضية، وإعلام عربي متخاذل لحقهم في إبراز هذه القضية في حين لم نر ذلك الإعلام يتحدث عن أطفال فلسطين ولا أطفال العراق ولا أطفال اليمن ولا أطفال سوريا الذين يبادون من إيران ومن دولة عضو في مجلس الأمن روسيا، والتي يفترض أن تحافظ على الأمن والسلم العالميين وليس الوقوف بجانب دكتاتور أرجع بلده سوريا خمسين سنة إلى الوراء من أجل أن يبقى متربعاً على كرسيه حتى ولو أباد كل شعبه. نحن هنا لا نلقي باللوم فحسب على روسيا بل على هذا الإمعة بشار الأسد الذي يديره الإرهابي قاسم سليماني والإرهابي الآخر حسن نصر الشيطان وكلاء ولي الفقيه في العراق وسوريا ولبنان واليمن. أطفال سوريا تم قتلهم بالبراميل المتفجرة التي اخترعها الحرس الثوري الإيراني الإرهابي وكم نتمنى لو تم تجريب هذه البراميل ليس على أطفال إيران بل على الملالي والآيات في قم وطهران. نخلص إلى القول أن الإعلام العربي مطالب بفضح رؤوس الشر والفتنة والشياطين حكام إيران الذين أبادوا جيلاً كاملاً من أطفال العرب وليس التركيز فقط على فتية يعدون على أصابع اليد معززين مكرمين في بلدهم تايلند. إنه بالفعل عالم رديء لا تحكمه إلا الماديات التي تعمي البصر عن مشاهدة ما يحصل لأطفال عالمنا العربي.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store