أنت مختلف.. فتباهَ باختلافك!

· ولد الأسترالي «نيكولاس فيوتتش» في العام 1982 م دون يدين ولا رجلين.. حالة نادرة لم يكتشفها الطفل إلا عندما بدأ يكبر، فأدرك أنه مختلف عن بقية الأطفال.. وصل به اليأس حد محاولة الانتحار في سن الثامنة، و يعلل ذلك بقوله: «سخرية الأطفال تقتلني، كنت أقارن نفسي بهم فأزداد إحباطاً ورغبة في الموت!». كان لوالد نيكولاس الأثر الكبير في إعادته الى قطار الحياة، حين زرع فيه الثقة، ثم غرس فيه أهدافاً طويلة المدى، وأقنعه أنه لا يمكنه تغيير وضعه الجسدي، لكن بمقدوره تقبل ذلك وبناء مستقبله. التحق نيكولاس بالمدرسة، متجاهلاً نظرات السخرية والاستغراب، تفوق في التعليم، كما تعلم الحاسب والسباحة والغولف وركوب الأمواج!. واليوم يمتلك ثلاث شهادات جامعية في الاقتصاد والإدارة، كما يرأس واحدة من أكبر المؤسسات الراعية للإعاقة في أمريكا «AttitudeisAltitude»، وشركتين من أكبر شركات أستراليا، كما أنه من أبرز الناشطين في مجال دعم المعاقين وفاقدي الثقة.

· الثقة هي المحرك الرئيس لكل أحلام وآمال الإنسان، بدونها يتحول الإنسان الى ركام، إنه شعور داخلي يعكس قناعته بإمكاناته وأهدافه وقراراته، وهي موجودة عند الجميع، لكن البعض ولأسباب مختلفة قد يحدث لهم ضمور في الثقة، تماماً كما تضمر العضلات التي لا تعمل.. فيتناسون ما حباهم الله من ملكات ونِعم!. هل قابلت أحداً ممن يخجلون من أصولهم أو من حالتهم الصحية أو الاجتماعية أو المادية؟!.. هل لاحظت كيف تضربهم السلبية، ويقتل طموحهم التردد، وعدم الثقة بالإمكانات التي حباهم الله إياها؟!.

·‏لا شي ينسف الثقة بالنفس ويفسد بهجة الحياة مثل المقارنات السلبية.. حياة الناس وظروفهم وإمكاناتهم مثل بصماتهم لا تتشابه.. فانشغل بما لديك ولا تقارن حياتك بالآخرين.. أنت لست أفضل من أحد ولا أقل من أحد أيضاً.. أنت هو أنت.. لا يوجد من هو مثلك في ظروفك وقدراتك.. لقد وهبك الله شخصية متفردة وقدرات مستقلة فلا تعطِّلها.. اقبل نفسك وأحبها وافتخر بها كما هي.. ولا تخجل من أشياء تخصك (جنسيتك، لونك، ديانتك، وظيفتك، لهجتك، عمرك، اختياراتُك).. بل تباهَ بنفسك كلما كُنت مختلفاً، فلا أحد سيشحن روحك بالثقة والرضا والدافعية مثلما تفعل أنت لنفسك.

· النجاح الأكبر للآباء ليس في توريث أبنائهم الأموال، أو المناصب، بل في القدرة على استزراع براعم الثقة في نفوسهم، وتعليمهم كيفية السير بخطى ثابتة وواثقة وسط عالم مليء بالتحديات والعوائق والتشوهات. ولو كان هناك متسع لحدَّثتكم كيف وصل الهندي (البسيط ) (ساندر بيتشاي) لأن يكون الرئيس التنفيذي (لجوجل).

· أخيراً تأكد أنك لن تُرضي الناس مهما فعلت.. وتأكد أيضاً أن لديك ما يستحق الفخر، فثق بنفسك ولا تخجل منها أبداً.