Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

التقصير والإهمال في ألعاب الأطفال!

الحبر الأصفر

A A
حِينَ كُنَّا أطفالاً، كَانَت أَلعَابُنَا تَعتَمدُ عَلَى القوَّةِ الجَسديَّة، وكُنَّا نَلعَب بالكَفَرَات وبالدَّنَّانَة، وعَظِيم سَرَى، والسّبع أَحجَار... إلخ، وفِي العَصر الحَديث، تَطوَّرَت الأَلعَاب وتَشكَّلت، بطَريقةٍ مُختَلِفَة عَمَّا كُنَّا عَليه، ولَستُ ضِد التَّطوُّر، بل إنّني مَع التَّشكُّل الجَديد، ولَكِن، بَينَ فَترةٍ وأُخرَى، تَأتي المُلَاحَظَات عَلَى هَذه اللُّعبَة أَو تِلك، مِن هَذا القَارئ أَو ذَاك.. واليَوم، أَنَا بصَدَد نَشر رِسَالَتين، مِن شَخصين مُهتمّين بأَلعَابِ الأَطفَال، وقَد طَلبَا مِنِّي نَشر رِسَالَتيهمَا، لعلَّهمَا يَصلَان إلَى مَن بيَده التَّحكُّم أو البَت؛ فِي مِثل هَذه الأَلعَاب..!

وفِيمَا يَلي نَص الرِّسَالَة الأُولَى؛ التي وَصلَتني مِن الدّكتور «غازي القرني»، حَيثُ يَقول:

(لَا يخفَى عَليكُم؛ مَا تُسبِّبه بَعض الأَلعَاب الإلكترُونيَّة للأَطفَال؛ مِن تَدميرٍ للقِيَم والمَبَادئ الفَاضِلَة، وتَحطيم لنَفسيّاتهم، وجَرِّهم إلَى مَا لَا يُحمَد عُقبَاه، كَمَا حَصَل مَع حَادثة «طِفل خَميس مشيط» مُؤخَّراً، والتي هَزَّت المُجتَمَع السّعودِي بأَكمَله؛ عِندَما قَادَته لُعبته المُفضَّلة بالجوَّال؛ إلَى الانتحَار شَنقاً، بعُقر دَارهِ. فيَا لَيتك، يَا دكتور «أحمد»، لَو تَتَكَاتف مَع زُملائك الإعلَاميين؛ للتَّصدِّي لهَذه الظَّاهِرَة المُميتَة، وبيَان خطُورة حيَازة الأطفَال لأَجهزة الجوَّال، والسّونِي، دُون سِن الخَامِسَة عَشرة، بدُون رَقيبٍ ولَا حَسيب ولَا تَوجيه، إضَافةً إلَى مَا تُسبِّبه مِن زِيَادة لكَهرَبة المُخ، التي تُسبِّب الصَّرَع... وغَيرهَا مِن الأَضرَار، التي لَا تُعَدُّ ولَا تُحصَى، شَاكرين لَك حُسن تَجاوبك.. وتَقبَّل فَائِق احترَامِي).. انتَهت!

أَمَّا الرِّسَالَة الثَّانية، فقَد وَردَتني مِن الأُستَاذ «إبراهيم القرعاوي»، يَقول فِيهَا:

(أُقدِّم بَين أَيديكم مَوضوعاً؛ أَرَاه فِي غَاية الأَهميَّة، وهو الألعَاب الإلكتُرونيَّة، التي يَستَخدمها أَطفَالُنَا، مِن خِلال أَجهزة الآيبَاد وعَائِلته، خصُوصًا بَعدمَا فجعنَا بانتحَار «طِفل خَميس مشيط»، الذي قِيل عَنه -يَرحمه الله- إنَّه تَدرَّج بلُعبة «الحُوت الأَزرَق»، حَتَّى وَصَلَ إلَى مَرحلَة، يَطلب فِيهَا صَاحب اللُّعبَة مِن الطِّفل؛ الانتحَار، عِلماً بأنَّ هُنَاك لُعبَة أُخرَى تُسمَّى «مريم»، تُشبه لُعبة «الحُوت الأَزرَق»، لَا تَقلُّ خطُورَة عَنهَا..!

فِي السَّابِق، كُنَّا نَخَاف عَلَى أَطفَالِنَا مِن الخرُوج للشَّارع، ومُخَالطتهم لأَصحَاب السّوء، لَكن مَع تَطوُّر الزَّمَن، أَصبَحنَا نَخَاف عَليهم، وهُم بَين أَيدينَا، مُنهَمكين فِي الأَجهزَة اللّوحيَّة، نَاهِيك عَن مَخَاطرهَا عَلى العيُون، والعَقل والرَّقبَة، خصُوصاً إذَا كَان الطِّفل مُنهمكاً فِي اللُّعبَة؛ لسَاعات طُوَال، حَيثُ أَصبَح مُعظم أَطفَالنا يَلبسون نَظَّارَات طبِّية، بسَبَب اللّعب فِي الظَّلَام. وإذَا شَارَفت بَطارية الجِهَاز عَلَى النَّفَاد؛ تَجده يَصلها بالطَّاقَة الكَهربَائيَّة، مِمَّا يُعرّضه لمَخَاطرٍ أُخرَى، كـ»احترَاق تَوصيلة الكَهربَاء»، خَاصَّة إذَا كَان الشَّاحِن ذُا جَودة رَديئَة..!

وقَد حَذَّرنَا الكَاتب الدّكتور «فايز الشهري»؛ مِن بَعض الأَلعَاب الإلكتُرونيَّة، فِي تَغريدَة لَه، يَقول فِيهَا: هُنَاك أَلعَابٌ إلكتُرونيَّة مُنتَشرة، يَجب مَنعها فَوراً عَن «الأَطفَال»، وهِي لَا تَقلُ خطُورَة عَن «الحوت الأَزرَق»، هَذه الأَلعَاب تَعمَل عَلَى جِهَازي «بلاي ستيشن، وإكس بوكس»، مِنهَا:

(Dead Space, Medal of Honor, Fallout: New Vegas, Lords of Shadow)).

انتَهت!

حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!

بَقي القَول: أَنَا مِمَّن يَلعَبُون بالكِتَاب، ولَستُ ضَليعَاً فِي أَمر هَذه الأَلعَاب الإلكترُونيَّة، وكُلّ مَا قُمتُ بِه هُنَا، هو مُهمّة سَاعي البَريد، الذي يَحمل الرِّسَالَة مِن الآبَاء إلَى المَسؤولين، لَعلَّهم يَدرسُون هَذه الأَلعَاب، ويَتَّخذون بشَأنها القَرَارَات اللَّازِمَة..!!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store