Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

ثقافة (التمويل المسؤول)

ولذلك جاءت هذه المبادىء للمحافظة على حقوق المتعاملين والممولين والعملاء إضافة إلى تحديد المسؤوليات والالتزامات والواجبات المتعلقة بجميع الأطراف وتحديد التمويل المسؤول والذي يلبي الاحتياج الفعلي والمتركز في الأصول وليس المواد الاستهلاكية

A A
ابتداء من شهر ذي الحجة القادم تستعد البنوك والمصارف المحلية لتطبيق ما يسمى بمبادىء (التمويل المسؤول) وهو نظام أقرته مؤسسة النقد العربي السعودي (ساما) ويهدف إلى تشجيع التمويل المسؤول الذي يلبي الاحتياجات الفعلية للعملاء خصوصاً تلك المتعلقة بالحصول على المساكن والأصول بدلاً من الأغراض الاستهلاكية ، كما تهدف هذه المبادىء إلى تعزيز الشمول المالي من خلال توفير التمويل المناسب لجميع فئات المجتمع ومراعاة نسب التحمل ضمن نطاق يمكن للعميل تحمله مما يساهم في ضمان العدالة والتنافسية بين الممولين من جهة ويحافظ على فاعلية الإجراءات والآليات المتبعة من قبلهم وضمان كفاءتها من جهة أخرى.

آلية التمويل الجديدة والتي ستتبع مبادىء (التمويل المسؤول) ستتضمن أدوات قياس مهمة للعميل ولجهة التمويل ومن ذلك قدرة العميل على الاقتراض والوفاء بالتمويل والأقساط في مواعيد استحقاقها وهذا الأمر سيتطلب من جهة التمويل دراسة الوضع المالي والائتماني للعميل ومعرفة احتياجاته الحقيقية وظروفه العامة والتزاماته الخاصة بما في ذلك مصاريفه المتعلقة بالتعليم أو العلاج أو السكن أو النقل والمواصلات أو غيرها من الالتزامات المالية الأخرى والتي ستساعد الجهة الممولة في تحديد قيمة التمويل والأقساط الشهرية ونسب التحمل وقدرة العميل الإئتمانية، فكلما كان سجل العميل الإئتماني جيداً كانت قيمة التمويل الممكنة والشروط المرتبطة بها أفضل.

يعاني بعض الناس وفي ظل ظروفهم الاقتصادية الصعبة من الاندفاع للبحث عن جهات إقراضية وتمويلية تساعدهم في الخروج من بعض الأزمات المالية التي هم فيها، وفي السابق كانت هناك بعض الثغرات وعدم وضوح في بعض الأنظمة وضعف في الشفافية والتي كانت تساعد أمثال هؤلاء في الحصول على المزيد من القروض والتي قد لايستطيعون سدادها مما قد يوقعهم في المزيد من المشاكل المالية والخلافات مع الجهات التمويلية، ولذلك جاءت هذه المبادىء للمحافظة على حقوق المتعاملين والممولين والعملاء إضافة إلى تحديد المسؤوليات والالتزامات والواجبات المتعلقة بجميع الأطراف وتحديد التمويل المسؤول والذي يلبي الاحتياج الفعلي والمتركز في الأصول وليس المواد الاستهلاكية .

في فترة من الفترات استسهل بعض الناس أيضاً طلب القروض لما هو مهم أو غير مهم بغض النظر عن قدرتهم على سداد دفعاته الشهرية ووجدوا من يساعدهم على هذا السلوك من قبل بعض الجهات التمويلية حتى أصبح بعضهم لايكاد يبقى في حسابه شيء فور نزول راتبه لاستهلاك معظمه في سداد الأقساط المختلفة ولايبقى من راتبه شيء لمصروفاته اليومية، ولعل مثل هذه المبادىء (للتمويل المسؤول) تساهم في تصحيح ثقافة التمويل وعدم اللجوء إلى القروض إلا في أضيق الظروف وأحلك الأوضاع أو من أجل امتلاك أصول أساسية.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store