Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

قلق عالمي من هلاك آلاف العمال في ملاعب مونديال قطر

No Image

العالم ينتفض ويحذر قبل كأس العالم 2022

A A
كشف تقرير حديث لصحيفة لوموند الفرنسية عن قلق عالمي على حياة مئات الآلاف من العاملين في ملاعب قطر لاستضافة مونديال 2022، وعزز هذه المخاوف الاتحاد النقابي الدولي ( CSI) الذي أكد أن أربعة آلاف عامل معرضون للهلاك في قطر حتى موعد المباراة الافتتاحية لمونديال 2022.

وأكدت « لوموند « أن فكرة تعرض مئات الآلاف من المهاجرين الآسيويين العاملين في مشاريع المونديال أصابت العالم بصدمة، نظرا لعملهم في ظروف قريبة من «العبودية»

وعززت الصحيفة تقريرها بما أورده الاتحاد النقابي الدولي عن موت 520 عاملا من نيبال والهند وبنجلاديش، من بينها 385 حالة وفاة غامضة، وسط تكتم كبير من جانب السلطات القطرية عن هذه الحالات.

وتابع تقرير جريدة « لوموند « بدأت ساحات ضخمة من الصلب والخرسانة في الظهور من صحراء قطر، وذلك في جميع أنحاء الدوحة، العاصمة، حيث لا يوجد هناك سوى الرمال، الحصى والشجيرات الجافة. وبدأت الملاعب المستقبلية لكأس العالم لكرة القدم لعام 2022، والتي ستقام في هذه الإمارة في شبه الجزيرة العربية، تتشكل. عادة، لا يهتم المتحدثون بالإعلام بالتقدم في البناء إلا في الأشهر التي تسبق المنافسة، حيث يتساءل المراقبون بشكل اعتيادي عما إذا كانوا «جاهزين في الوقت المناسب». ولكن، في حالة قطر، ولّدت هذه الأعمال اهتمامًا فوريًا، لسببين خاصين في ناقوس الخطر

أجواء

من ناحية، يشتبه في كون الحرارة الشديدة التي تحتدم هناك خلال فصل الصيف، مع درجات حرارة يمكن أن تتجاوز 50 درجة، سبب العديد من الوفيات في مواقع البناء.

وصُدم العالم من فكرة مفادها أن مئات الآلاف من المهاجرين الآسيويين العاملين في مشاريع كأس العالم يُذبحون في ظروف قريبة من «العبودية»، وقد دقت منظمات حقوق الإنسان ناقوس الخطر.

في عام 2013، وفي تحقيقات مدوية قامت بها صحيفة الجارديان، أكد الاتحاد النقابي الدولي (CSI) أن 4000 عامل معرضون لخطر الهلاك في قطر بحلول المباراة الافتتاحية في عام 2022. استقراء، لم يعارضه سوى المسؤولين المحليين، تم الحصول عليه من الإحصاءات الرسمية في عام 2012، والتي كشفت عن فناء 520 عاملا من نيبال والهند وبنغلاديش، من بينها 385 حالة وفاة غامضة. ويشكل العمال القادمون من تلك الدول ثلاثة أرباع القوى العاملة في قطر، والذين يُقدر عددهم بنحو مليوني شخص. تحت مدرجات إستاد الوكرة تحت الإنشاء، التي سيتم تفكيك نصفها في نهاية المسابقة وإرسالها إلى البلدان النامية، هذه الأرقام المرعبة محيرة. حيث أكد المفتشون الذين يشرفون على الزيارة على عدم وجود أي حالة وفاة منذ بداية العمل.

الملاعب المكيفة

فهم يرحبون بالتدابير الأمنية «المتشددة»، وعلى وجه الخصوص مؤشر حساب تأثير الحرارة والرطوبة، الذي يحدد العقبات التي يتم على إثرها تقليل العمل في الهواء الطلق أو حتى حظره. ملصق مُعلق في الملاعب المُكيفة، حيث يشرف عمال الياقات البيضاء المشرفون على المشروع حيث يعملون آلاف الساعات دون أدنى حادث في العمل.

وفي مساكن العمال الضخمة خارج الدوحة، وجدت لوموند خمسة شباب نيباليين الذين مروا عبر موقع الوكرة، والذين كانوا قادرين على التعبير عن أنفسهم بحرية، خارج نطاق سيطرة رؤسائهم. حيث لم يشهد أي منهم حادثة قاتلة، وقال أحدهم أنه سمع بمثل هذه الحالة في بداية العمل فقط.

يقول سوشانت، رجل يبلغ من العمر 21 عامًا، وعمل لمدة عام ونصف العام في موقع بناء الملعب: «عليك التركيز كثيرًا، فالعمل شديد الخطورة». في بعض الأحيان نعمل في ارتفاعات عالية جدًا، أصغر قطعة تسقط منك يمكن أن تسبب ضررًا هائلاً. وكانت هناك إصابات طفيفة في الآونة الأخيرة، ولكن لم تحدث وفيات». أما تك، الذي يعمل سائق شاحنة ويبلغ من العمر 31 عاماً عمل لمدة سبعة أشهر في الوكرة، يرى من جانبه، «الأمن مُشدد عليه للغاية».

حيرة الخبراء

في أصل شكوى «العمل القسري» لعام 2014، نقابيو الاتحاد الدولي لنقابات العمال أنفسهم مقتنعون أن هنالك ثمة نقطة تحول قيد التنفيذ.

نقطة التحول هذه تترك العديد من المدافعين عن حقوق الإنسان في حيرة من أمرهم، مثل نيكولاس ماكجيهان، الخبير السابق في هيومن رايتس ووتش (HRW) حول قضايا الهجرة، الذي قال: «من الطبيعي أن تركز منظمة العمل الدولية على الجوانب الإيجابية لشراكتها مع قطر». لكن سنوات مرت ونحن موعودون بتحسين ظروف

العمل، ولم يتبق سوى أربع سنوات على كأس العالم، وما زلنا ننتظر الإصلاحات البنيوية لإثبات أن قطر تسير في الاتجاه الصحيح».

وفيما يخص قضية الضحايا في العمل، والتي تم تجاهلها من قبل الاتحاد الدولي لنقابات العمال، لا يزال التعتيم مغيمًا. حيث لم تنشر الحكومة أي إحصائيات منذ عام 2012. وفي عام 2016، وبعد الضغط من قبل هيومان رايتس ووتش، اعترفت السلطات بمقتل خمسة وثلاثين عاملاً. وكانت اللجنة المنظمة لبطولة كأس العالم قد أعلنت من جانبها عن مقتل عشرة عمال بين أكتوبر 2015 ويوليو 2017 من بين عمال الملاعب، ثمانية منها اعتبرت «خارج العمل». ومع ذلك، وفي عام 2016، وردًا على إحدى المنظمات غير الحكومية في نيودلهي، كشف الممثلية الهندية في قطر عن أن 241 من رعاياها قد ماتوا في عام 2013، و279 خلال عامي 2014 و2015. وفيات نادرًا ما تكون طبيعية، مع الأخذ في الاعتبار أن هذه الفئة من الشباب صغيرة في السن.

عمليات اختفاء

يُفسر التناقض في الأرقام المقدمة إلى هيومان رايتس ووتش بحقيقة أن غالبية حالات الاختفاء هذه توصف بأنها «غير مبررة»، أو تنسب إلى «قصور في القلب»، ومع ذلك، يعتقد بعض الخبراء أن الفرن الحقيقي يكمن في الإمارة خلال فصل الصيف والذي يمكن أن يسبب صدمة فرط الحرارة مما يؤدي إلى السكتة القلبية.

وإن تمت حماية عمال الملاعب بشكل أفضل من المتوسط، فذلك كونهم جزءًا صغيرًا من القوى العاملة المساهمة في الاستعدادات لعام 2022. ووفقًا لصحفي نيبالي سابق، موجود في قطر منذ عشر سنوات، «تواصل الشركات انتهاك التشريعات، التي تحظر العمل في الهواء الطلق خلال الساعات الأكثر سخونة في الصيف». وقال نيكولاس ماكجيهان: «من الغريب أننا ما زلنا لا نعرف عدد العمال الذين ماتوا منذ عام 2012 ولماذا». ويجب على FIFA

أن تطالب الحكومة القطرية بتسليط الضوء على هذه القضية».

رام، سائق سيارة أجرة نيبالي، لن يدلي بأفضل من ذلك. منذ عام 2011، توفي أربعة أشخاص من قريته «التي بها قرابة المئة منزل» في شبه الجزيرة، شقيقه وعمه توفيا نتيجة حادث على الطريق الذي يعملون فيه، واثنان من الجيران، واحد عن طريق الانتحار، وفقًا للنسخة الرسمية، والآخر وهو نائم، كما هو الحال في كثير من الأحيان بسبب صدمة فرط الحرارة. ولدى رام الكثير من الأسى في قلبه.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store