Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد البلادي

متسولون 4G!!

A A
* يبدو أننا قد أصبحنا بحاجة ماسة لاستحداث وظيفة جديدة تحت مسمى (مكافح تسول إلكتروني) مهمته ملاحقة فلول متسولي الإنترنت الآخذين في الازدياد والتمدد والاكتساح على طريقة قطعان الجراد، خصوصًا بعد أن ألقوا ثيابهم وأساليبهم القديمة في البحر، متجهين نحو الفضاء الإلكتروني، وتحديدًا نحو شوارع الإنترنت الخلفية!. فلم نكد نتخلص من أسلافهم أصحاب (الصكوك) و(التقارير الطبية) جماعة (قدر الله علينا) الذين استغلوا عواطفنا الدينية في المساجد ردحًا من الزمن، ثم من جاء بعدهم من أصحاب (موضة) (مقطوع بنزين يالطيب) الذين ضربوا على وتر الشهامة والنخوة في مجتمعنا الخيّر، حتى داهمتنا اليوم سلالة جديدة، سلاحها الغرف المكيفة وتقنية الـ4G والجوالات التي يرسلون منها موجات من الدعوات والاستعطافات وشيئًا من (فيسات الإيموجي ) الباكية!.

* مساعدة المحتاج واجب ديني وإنساني، لكننا يجب أن نتنبه هنا لأمرين مهمين، أولهما أننا نعيش ضمن دولة لها أنظمتها وهياكلها ومؤسساتها وبرامجها المالية التي تنظم المصارف المالية للفقراء والمحتاجين، والتي يجب علينا احترامها والرجوع إليها.. وثانيهما أن ثمة خطورة أمنية على المجتمع، بل وعلى الوطن بأكمله، في المنح العشوائي الذي يتجاوز هذه الأنظمة خصوصًا عندما نتعامل مع أشباح تمارس التخفي والنصب تحت اسم طفل يتيم أو فتاة مريضة أو أرملة أو حتى شخصية معروفة تعيش مأزقًا.

يقول أحد الضحايا: «طلبتني فتاة ادعت أنها سعودية وطلبت مبلغًا من المال على أن ترده فور عودتها مع أهلها للبلد وأرسلت لي أوراقًا أوهمتني بصدقها، وما إن حولت المبلغ حتى اختفت هي واختفى معرفها واختفى المبلغ.. والقانون لا يحمي المغفلين.

* الفقر والفقراء موجودون في كل زمان ومكان، قد يكون لدينا الكثير من المحتاجين للمال هذا صحيح، لكنني لا أصدق أبدًا أن هناك سعوديًا أو حتى مقيمًا واحدًا لا يجد قوت يومه كما يصور البعض، خصوصًا في وجود الأجهزة الحكومية المختصة والجمعيات الخيرية التي أستطيع القول من خلال خبرة شخصية في العمل التطوعي معها أنها تجتهد في البحث عن المحتاجين والأسر المتعففة، لهذا فإن أفضل طريقة للتعامل مع هذه الحالات المجهولة هو ايصالهم للجهات الموثوقة، والتي ستقدم لهم كل أنواع المساعدات المالية والعينية والصحية بعد التأكد من حاجتهم الفعلية.

* امتناعنا عن العطاء العشوائي كفيل باختفاء النصابين الذين باتوا يتفننون في طرائقهم وأساليبهم حد النكتة.. يقول أحد الأصدقاء أن أحد (الخناشير) الذين ينتحلون شخصيات الفتيات الجميلات في الإنترنت أرسل له يقول: «أنا فتاة من هواة جمع الأوراق المالية.. هل يمكن يا عزيزي أن ترسل لي ورقة من كل فئة من العملة السعودية الجديدة!

* دع ما يريبك إلى ما لا يريبك.. ويكفيك من الخير أن تعمل في محيطك القريب والمعلوم وأنت متأكد منه.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store