Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

الحملات وحدها لا تكفي

A A
في كثير من الأحيان نسمع عن قيام بعض الجهات بحملات سواء كانت ميدانية أو إعلامية والتي تكون نتيجة وقوع أحداث تضرر منها البعض ثم تأتي تلك الحملات لتحذر الناس من مثل تلك البرامج والأنشطة والتي كانت إلى وقت قريب موجودة بيننا ومسموح بها ولم نسمع أي تحذير بشأنها ويشمل ذلك بعض الخدمات أو المنتجات أو الأنشطة التجارية والتي تجد أحيانًا إعلانات عنها في الصحف أو مواقع التواصل الاجتماعية.

مؤخراً ظهرت حوادث الانتحار لبعض الأطفال والتي أفادت الأخبار بأنها نتيجة قيام أولئك الأطفال باللعب ببعض الألعاب الإلكترونية في الأجهزة المحمولة والتي تتضمن تطبيقات تطلب من اللاعب الانتحار وهو بدوره يقوم بتنفيذ ما طلب منه، وقد كانت هناك العديد من التحذيرات لأفراد الأسرة بشكل عام والوالدين بشكل خاص بأهمية متابعة الأبناء وعدم تركهم أسرى لتلك الأجهزة أو معرفة ما هي البرامج أو الألعاب التي ينشغلون بها ويقضون الساعات الطوال وهم معها.

بعد ظهور حوادث الانتحار المتكررة والتي أشارت المصادر أنها بسبب تلك الألعاب نشرت وسائل الإعلام مؤخراً قيام بعض الجهات الحكومية بحملات مشتركة على منافذ بيع الألعاب الإلكترونية في جميع مناطق المملكة وأسفرت عن إغلاق 33 محلاً لقيامها ببيع ألعاب مخالفة ومصادرة 3 آلاف سي دي، وقد شملت الحملة 200 جولة ركزت بشكل خاص على التفتيش عن الألعاب المخالفة والتي شملت 47 لعبة وذلك من خلال دراسات قامت بها هيئة الإعلام المرئي والمسموع.

كثير من عامة الناس لا يفكرون في ما يقوم أبناؤهم بشرائه من ألعاب ولا يحرصون على معرفة مضمونه كما أن بعض الألعاب الموجودة اليوم في الأسواق قد يكون مخالفا وقد يكون تجاوز الجهات الرقابية بشكل أو بآخر وقد لا يكون البائع يدري عنه ولا عن ما يحويه من مخالفات فالهدف اليوم هو الربح المادي فقط بغض النظر عن النتائج السلبية أو الضحايا البريئة التي قد تنتج من تلك الألعاب الخبيثة والتي أصبح الوصول إليها ميسراً خصوصًا من خلال شبكة الإنترنت فما لا تجده في الأسواق أو قد تقوم الجهات الرقابية بمنعه فستجده في الشبكة العنكبوتية وهذا يستدعي أن يقوم الآباء والأمهات بتحمل مسؤولياتهم تجاه أبنائهم وأن يتفقدوا ما يتابعه الأبناء من ألعاب أو برامج وأن يعرفوا مضمونها ويتأكدوا من سلامته قبل أن يندموا على تلك اللحظات.

بعض الحملات التي تقوم بها بعض الجهات الحكومية لا تكفي لضبط الأنظمة والقوانين فهناك طرق مختلفة يستخدمها البعض لتجاوزها ولذلك لابد من الجميع تحمل المسؤولية تجاه تلك الأنظمة والاقتناع بها وتطبيقها بشكل ذاتي وشخصي لتكون منهج حياة ولا تنتظر الحملات الميدانية.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store