Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

«أبشر» أراح الموظّف وأتعب المواطن !!

A A
لِكَىْ أستلم جواز سفر قد جدّدْتُه إلكترونياً عن طريق موقع «أبشر» في أقلّ من ١٠ دقائق، شاملاً وقت التسديد الإلكتروني لرسوم التجديد المالية، استغرقَت مراجعتي الحضورية لإدارة الجوازات ٣ ساعات، أي ١٨٠ دقيقة، دقيقة تنطح أختها الدقيقة!!.

وما كان ذاك إلّا بسبب الازدحام الشديد والدائم في هذه الإدارة، فضلاً عن الآلية المتواضعة للتنظيم!.

كان دَوْرِي أو السِرَا الخاص بي للاستلام هو ٦٨٥ بعد أن أكمل عدّاد الأرقام لفّة كاملة أظنّها ١٠٠٠ رقم، مثلما يُكمل عدّاد السيّارة لفّة كاملة عند تجاوزها مسافة ١٠٠ ألف كيلومتر، وكلّ هذا في مبنى متواضع التكييف ومعدوم الخدمات، ويا «بخت» الصابر الذي يملأ ساعات الانتظار بالذكر والاستغفار!.

وهنا، أجدني أتساءل عن «أبشر»؟، ففي ظلّ أنّه قد صُمِّمَ ونُفِّذَ واعْتُمِدَ وحيداً وواثق الخطوة ليُنجز المواطن أعماله الخاصّة بالوثائق الثبوتية وغيرها بسرعة الصوت إن لم يكن بسرعة الضوء، لا في إدارة الجوازات وحدها، بل في كلّ الإدارات الشبيهة بها مثل الأحوال المدنية والمرور وغيرها، بما نسبته ٩٩٪ من حجم هذه الأعمال، ليبقي ١٪ فقط أو اللمسة النهائية (Final touch)، ممّا يمكن للمُواطِن إنجازه خلال دقائق بحضوره للإدارات، لكنّ الوضع الحالي هو نفسه الذي كان يحصل قبل ظهور «أبشر» على سطح حياة السعوديين، فازدحام المواطنين المراجعين في كلّ الإدارات هو هو لم يتغيّر، وكأنّهم لم يستخدموا «أبشر» إطلاقاً، وكأنّهم لم يُوفّروا الوقت الكبير للإدارات بتولّيهم هم لا هي مسئولية تزويد النظام الإلكتروني بالمعلومات الكاملة واللازمة والصحيحة لإنجاز معاملاتهم، الأمر الذي يُعذر معه المرء إن قال أنّ «أبشر» أراح الموظّف وأتعب المواطن، بينما يُفترض أن يحصل العكس أو أن يرتاح الاثنان معاً على الأقلّ!.

أقول هذا غِيرةً على «أبشر» الذي أُحبّه لاسمه المقتبس من البشارة، ولهدفه الزين الذي لم يكمل، وهو موقع حكومي رائع للخدمات الإلكترونية، لكنّه يحتاج لروعة مماثلة من الإدارات المختلفة، تجعلها تتفنّن في إنجاز نسبة الـ ١٪ من الأعمال بسرعة وسلاسة، وتواكب أداء الحاسوب الآلي، «ليش لا؟» فالروعة وِحْدَة واحدة لا تتجزّأ، إن شاب نصفها ما يشوبه، فستتأثّر كمنظومة، وتحتاج لمعالجة!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store