Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم علي نسيب

رسالة إلى ابنتي رفيف.. !!

همزة وصل

A A
هذه الرسالة هي لابنتي «رفيف» التي تخرجت قبل عامين من جامعة الملك عبدالعزيزبجدة بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الثانية في تخصص الصحافة والعلاقات العامة.. والحقيقة إنها تعبت جداً وسهرت الليالي وكنت معها في كل حياتها أقدم لها كل ما بوسعي من أجل أن تتفوق وأعينها كي تبقى آملة في الغد الآتي لتكون هي عين الوطن ويكون الوطن حبها وقلبها وروحها وحياتها وتحياتها وأمانيها وكل أحلامها الصغيرة والكبيرة والتي كانت تقصها لي حين ترى أنها تخرجت وعينت «معيدة « في جامعتها والتي كنت أتمنى أن تتبناها بعد تخرجها خاصة وأن جامعتها هي والله من أجمل الجامعات في رعايتها وعنايتها بخريجيها حيث كانت معها وكانت تحبها وكانت تقدم لها في كل (ترم) مكافأة التفوق وهي مكافأة خاصة منها للمتميزين، وحين تخرجت كانت فرحتها أكبر من كل التوقعات وكنت سعيداً جداً بنجاحها وتفوقها لتنتهي -وبكل أسف- إلى مقبرة الفراغ والبطالة والتي هي اليوم ليست قضيتها وحدها بل هي قضية وطن ومعاناة وتعب يحاصر الخريجين والخريجات، وهنا يكون الحزن هو الحقيقة التي باتت تقتل أحلام العقول وتغتال الجد والاجتهاد.. والسؤال هو إلى متى سوف تبقى مآسي الخريجين والخريجات في ملفات (لا) حلول لها وكأنها (لا) تختلف عن المعادلات الرياضية مستحيلة الحلول؟!.

ومن هنا أسأل كل الذين يهمهم أمر البطالة وكل الذين يتعاملون معها عن آخر الحلول وعن متى تنتهي معاناة بناتنا وأبنائنا معها ..؟!، لأنها بأمانة قضية ليست بالسهلة خاصة حين ترى أن تعبك وجدَّك واجتهادك ينتهي كله إلى لاشيء وقضية كبرى أن تكون أنت أول المألومين والمكلومين والمهزومين.

( خاتمة الهمزة).. يا ابنتي سوف يأتي الخير بإذن الله، واعلمي أن حب الوطن (لا) يكتب بالطباشير و(لا) بطلاء الأظافر بل يكتب بالفعل والجد والعمل.. إلى هنا والأمل في الآتي أكبر من أن يموت.. وهي خاتمتي ودمتم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store