Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
نبيلة حسني محجوب

بمناسبة عودة الحياة إلى المراكز الصيفية

المراكز الصيفية عادت تقوم بدورها في تنمية مهارات الطلبة والطالبات من خلال الأنشطة المختلفة، الرياضة والفنون أنشطة مهمة لتطوير البنية الجسدية والجهاز العصبي وتشكيل وجدان الطلبة والطالبات على القيم الجمالية

A A
الكاتب لديه قدرة على استشراف المستقبل، لأنه يتطلع دائماً إلى الأفضل، ونقل مجتمعه إلى موقع استشرافه ورؤيته من خلال طرح الأفكار والمقترحات التي يرى أنها تحقق هدف التقدم الذي يرومه، كما أن رؤاه وأفكاره تمثل المنظار الذي يحاول أن يرى به مجتمعه مستقبلاً، ربما لذلك شعرت بالغبطة وأنا أتابع التغيير الكبير الذي حدث في نوعية الأنشطة المقدمة للطلبة في المراكز الصيفية ومراكز الأحياء.

الرياضة والفنون بأشكالها لبنة أساسية في بناء أي نشاط طلابي، وعندما تطرح فكرة إدخال الفنون بأشكالها كالفن التشكيلي والتصوير والموسيقى في المدارس والنشاط الصيفي تجابه بردود أفعال عنيفة، كما حدث معي في أحد مؤتمرات محاربة الإرهاب في الجامعة الإسلامية، عندما اقترحت إدخال الفن في المخيمات الدعوية، ضمنته مداخلة على ورقة الدكتور توفيق السديري وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في ذلك الوقت.

كان أصحاب الفكر المتطرف يوهموننا بأنهم يحاربون التطرف، بينما كل الأفكار المطروحة وأسلوب التعامل كان متطرفاً بل إرهابياً، لا زلت أذكر تلك الواقعة التي كادت أن تلقي بي وراء الشمس كما يقولون. كانت مداخلتي دعوة إلى التنوع وإدخال الفن في المخيمات الدعوية، هاجت وماجت بعض الحاضرات، وهن ممن يدرسن في الجامعات، عندها فقط تنامى خوفي على أبنائنا وبناتنا الطلبة والطالبات من بعض أؤتمنوا عليهم، ممن أدعوا الوسطية بينما كانوا أشد تطرفاً وعنفاً لقمع كل من يرفع صوته داعياً إلى تصحيح مسار تلك المخيمات التي كانت تبذر بذور التطرف والعنف في عقول أبنائنا وبناتنا.

مداخلتي تلك أحدثت في حينها صوتاً مدوياً جعلها تتصدر أخبار المؤتمر في الصحافة الورقية والمواقع الإلكترونية أورد نموذجاً منها : (في مداخلة للكاتبة نبيلة محجوب على أحد محاور الدكتور توفيق عبد العزيز السديري الذي ذكر أن وكالة الوزارة للمطبوعات والبحث العلمي قامت بعدة جهود لهدف نشر العلم المؤصل والدعوة إلى الوسطية والاعتدال والمعالجة العلمية لأفكار الغلو والإرهاب بواسطة الكتب والمطبوعات ما أثار سؤالاً للكاتبة محجوب عن دور الوكالة إزاء الكتب والمطبوعات وأشرطة الكاسيت التي تضخ الغلو والتشدد وتحرض على العنف إزاء ممارسات لا يقرها الفكر المتشدد وتحرض الأبناء على آبائهم والأفراد على محاربة ومقاطعة المجتمع بدعوة تغيير المنكر، وهي أشرطة وكتيبات مغلفة بأغلفة فاخرة توفر كهدايا توهم سامعها ومن يساهم في نشرها بالأجر والثواب خصوصاً في مناسبات العزاء وذكرت أن المخيمات الدعوية لا تقبل إلا فئات محدودة وتغري بالهدايا وجوائز المسابقات والولائم بدون أن تصاحبها أنشطة رياضية أو فنية لملامسة وجدان الشباب وإشباع احتياجاتهم المتنوعة).

أذكر هذه الحادثة كنموذج على أن المجتمع يتحرك دائماً إلى الأمام، مهما حاولت قوى الرجعية والتخلف شده إلى الخلف، وأنا أتابع نشاط المراكز الصيفية على مستوى الوطن، تبث جزءاً من نشاطها على القنوات الإخبارية، وأشاهد الفتيات الصغيرات يمارسن الرياضة التي كانت محرمة تحريماً قطعياً، وكانت تثار قضية أخلاقية ضد المدرسة أو المركز الذي يقيم نشاطاً رياضياً أو مسابقات رياضية بين الفتيات.

المراكز الصيفية عادت تقوم بدورها في تنمية مهارات الطلبة والطالبات من خلال الأنشطة المختلفة، الرياضة والفنون أنشطة مهمة لتطوير البنية الجسدية والجهاز العصبي وتشكيل وجدان الطلبة والطالبات على القيم الجمالية. أذكر تلك الحادثة وأنا على ثقة بأننا غادرنا مرحلة ظلامية بكل ما تحمله هذه العبارة من معنى غميق وعميق، دموي ومعيق، ودخلنا مرحلة مضيئة محفزة ومحرضة على الإبداع والعطاء وتنمية مشاعر الانتماء للمجتمع والوطن الذي فتح الأبواب والنوافذ فتدفقت أشعة الشمس وأضواء القمر والنجوم تضيء مستقبل أبنائنا وبناتنا وتنقذهم من بؤر الظلام التي كانت تحفر لهم ليظل مجتمعنا خاملاً ووطننا متخلفاً.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store