Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

نادي زوج المواطنة وزوجة المواطن!!

A A
كلّما أفتح «إيميلي» الغارق «لشُوشته» في الرسائل، أو حتّى تطبيق «الوطس آب» شاغل الناس في كلّ مكانٍ وزمان، أو حتّى تويتر «وهاشتاقاته» التي لا تهدأ، أسمع شكاوى جديدة، إمّا من أجنبي هو زوج لمُواطِنة، وإمّا من أجنبية هي زوجة لمُواطِن، عن عدم معاملتهم معاملة المواطنين في الوظائف!.

ويبدو أنّ عددهم بالآلاف، وينضمّ إليهم سنوياً الكثير من أمثالهم، ليُكوِّنوا «نادي زوج المواطنة وزوجة المواطن»، واسم النادي بالمناسبة من اختراعي، وأرجو ممّن يقتبسه أن ينسبه لي من باب حفظ الحقوق الفكرية!.

والمشكلة هي أنّ باب دخولهم للنادي مفتوح على مصراعيه، بمعنى أنّه ما زال من المسموح للمواطنة أن تتزوّج بأجنبي، وللمواطن أن يتزوّج بأجنبية، وهذا أكبر دليل على عدم عنصرية السعوديين، لكن ما إن ينتهي شهر العسل حتّى تبدأ سنوات البصل، فالأزواج والزوجات الأجانب هم أناس مثلنا، ويأملون في حياة رغدة مثلنا، وإلّا ما تزوّجوا بمواطنات ومواطنين سعوديين، غير أنّهم يتفاجأون بصعوبة التجنّس وتأصّل حالة الدخل المحدود لأزواجهم، فيسعون للوظائف أو ممارسة التجارة كما هو الحال للسعوديين، لإغناء أنفسهم، وهذا من حقّهم، فيصطدمون بعقبة أنظمة وزارة العمل التي تحاول تفضيل وتوظيف السعوديين العاطلين، وهذا باختصار مثل دوري كرة قدم يخسر ناديهم المذكور بطولته دائماً!.

ولا أنكر أنّ بعض الأجانب والأجنبيات يتعاملون مع زواجهم من المواطنين كجسر عبور، فيطلبون الطلاق من زوجاتهم وأزواجهم السعوديين حال حصولهم على الجنسية، أو بعد توظّفهم، طلباً للاستقلالية، وهذا استغلال سيّىء، لكنّهم قليل، وأكثريتهم للأمانة تريد الاستقرار الاجتماعي بيننا، لكنّه المال أيضاً، هو عصب الحياة وتوأم الاجتماع السيامي، فإن انفصلا انهمرت المشكلات من كلّ حدب وصوب!.

والحلّ ليس بيد الجهة المسئولة عن تصاريح الزواج من الأجانب وحدها، ولا الجهة المسئولة عن التجنيس وحدها، ولا بيد الجهة المسئولة عن العمل وحدها، ولا بيد هذا الفرد وحده أو تلك الجهة وحدها، بل يكمن في ضرورة إعادة الجميع لنظرهم في كيفية التعامل مع هذا النادي، وإقرار ما هو صالح للمواطنين والأجانب معاً، وأن نفكّر خارج الصندوق لتوفير الحياة الكريمة والفرص الوظيفية الشريفة للجميع.

وكحلّ جذري: أقترح إيقاف زواج السعوديين والسعوديات من الأجانب، أمّا ما سلف منهم فإنّ تأميم ناديهم وتغليب حُسْن النيّة بتجنيس أعضائه، هو كرم وخير!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store