Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد البلادي

الخاسرون.. The losers!!

A A
* من أهم دلائل التعرف على أصحاب شهادات الدكتوراه الكرتونية؛ إصرارهم العجيب والمضحك على لقب (دكتور) بسبب وبلا سبب، حتى أنك لتجدهم يصرون على مناداتهم بهذا اللقب (الأكاديمي البحت) حتى في مجالس (البلوت)، واستديوهات التحليل الرياضي!، مما يعكس الفقر المعرفي وفقر القيمة والشخصية الذي يعيشونه!. والطريف أن هذا الاندفاع نحو (الدكترة الموهومة) صنع لهم نوادر تبز نوادر بخلاء ومعلمي الجاحظ، ومنها ما شهدته شخصياً في إحدى مناسبات التكريم، حين أصر أحدهم على إلقاء كلمة طالبا، ومشددا على مقدم الحفل تعريفه بلقب دكتور، وعندما رفض الأخير (لسبب لا أعرفه)، لف صاحبنا (بشته) تحت إبطه، وخرج مغاضبا في منظر يلهب خيالات رسامي الكاريكاتير!.

* لا أحد في العالم كله (يترزز) بلقب دكتور، ويتباهي به خارج أسوار الجامعة، أو خارج المستشفى كما نفعل نحن في مجتمعاتنا العربية!. حتى من حصلوا على (نوبل) من كبار العلماء الذين خدموا البشرية، ومن خرجوا من الجامعات إلى قاعات السياسة؛ يصرون على ذكر أسمائهم مجردة بكل تواضع!.. هل سمعت يومًا أن -سيء الذكر- (باراك أوباما) قد قدم نفسه؛ أو وقع ورقة واحدة في البيت الأبيض بوصفه د. أوباما، رغم أنه أستاذ جامعي فعلا؟!.. وكذلك الحال بالنسبة للسيدة ميركل!.

* يقولون العربة الفارغة أكثر جلبة وضجيجا من الممتلئة، وهذا صحيح، فأصحاب الشهادات الوهمية أكثر ضجيجًا من أصحاب الدكتوراه الحقيقيين الذين لابد من القول بأمانة أن الكثيرين منهم لديهم من الثقة بالنفس، ومن المنجزات العلمية ما يغنيهم عن التباهي الأجوف.

يقول الدكتور عبدالله الغذامي: «أسوأ لقب يقال لي هو لقب (دكتور).. ما أجمل أن تقول: يا عبدالله، ويضيف الشهادة لا تصنع أحدًا، لم تصنع الجاحظ ولا سقراط ولا بيل جيتس».

* في أمريكا يطلقون على من يتباهى بلقبه خارج مكتبه لقب «Loser» أو «فاشل»، واستمرار هذه الظاهرة المخجلة، وتناميها في مجتمعاتنا العربية دليل لا يقبل الشك على استمرار فشلنا، واستمرار نفس الخلل القانوني والاشكالية الاجتماعية العميقة التي تسببت في وجودها، وعلى عدم جديتنا في القضاء عليها!.

* اللؤلؤ الصناعي أكثر بريقًا ولمعانًا من اللؤلؤ الطبيعي! حقيقة يعرفها الخبراء والعصر (الضبابي) الذي نعيشه، طغى فيه المظهر على الجوهر، واختلت فيه موازين القيمة الحقيقية لكل شيء.. مما دفع الكثيرين للهاث خلف سراب الألقاب ولو بالزيف.. فتحولنا إلى مجرد نسخ مزيفة جوفاء تجري خلف قيم مزيفة!

* وسط هذا الجو الضبابي، والمزدحم بالخاسرين والمزيفين بتنا بحاجة ماسة إلى فراسة الإمام أبي حنيفة، علنا نعرف متى نمد أقدامنا ومتى نكفها.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store