Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

أمين جدّة الجديد والزوجة المعلّقة!!

A A
لو سألني أمين جدّة الجديد، رجل الأعمال صالح التركي، عن الأمانة، لأجبْتُه أنّها ليست أمانة كلّ جدّة، بل أمانة «نُصْ» جدّة فقط، بلا أدنى مبالغة، ورزقي على الله!.

فللأمانة أثر ملموس في «نُصْ» جدّة الأول، الذي هو شوارع جدّة الرئيسة ومعالمها الجميلة مثل التحلية والكورنيش وغيرهما، لا أنكر ذلك البتّة، بينما لا أثر لها على الإطلاق في «نُصّها» الثاني، الذي هو الكثير من أحياء جدّة وشوارعها الفرعية أو الكواليس الخلفية للشوارع الرئيسة!.

وفي اعتقادي أنّ الأمانة تبرّأت من «نُصْ» جدّة الثاني كما تتبرّأ الأمّ من ابنتها رغم أنّ ابنتها رضيّة ولم تعقّها، وقاطعته مقاطعة كاملة وكأنّه يقع في جزر الواق الواق النائية خلف بحر الظلمات وليس في جدّة، وأهملته كما يُهمِل الطالب في دراسته فتكون العاقبة دوائر حمراء كثيرة في شهادته، وأخرجته من أجندتها الخاصّة بالاهتمام النموذجي والصيانة الدورية والترميم العاجل والتجميل المستمرّ والمتابعة والإشراف الدائميْن، إلخ إلخ إلخ، وأصبح وأمسى هذا «النُصْ» يُدار بواسطة شركات الخدمات الغارقة في العشوائية والفوضى والتخطيط السيىء، تحفر فيه وتُكسّر مرافقه كما تشاء، ثمّ تُرقّعه وتُخيطه وتُشوّهه كما تشاء، وبواسطة بعض السُكّان غير المُبالِين بالنظافة وبالذوق العام والرُقيّ وبالحسّ الديني والتعاوني المُفترض بين السُكّان، بالتعاون طبعاً مع قبائل القطط المُشرّدة وأسراب الجُرذان الخطيرة التي تضاعف عددُها في هذا «النُصْ» الواقع في قلب دائرة النُسيان، وأخشى أن يأتي يوم يكون فيه قطّة وجُرذ لكلّ ساكن!.

ولو طلب منّي الأمين أمثلة لقُلْتُ له: اختر أيّ شارع رئيس، في كلّ نواحي جدّة، الجنوب والشمال والشرق والغرب، ثمّ تفقّد كواليسه الخلفية، وسترى العجب العُجاب، والحقيقة لا السراب!.

ومع هكذا حال، ومع ثبوت فشل الأمانة الذريع في إدارة «نُصْ» جدّة في عهود أمنائها السابقين، أقترح عليه أن يُغيّر الحال بِفِكرٍ إداريٍ جديدٍ لهذا «النُصْ»، وإصلاحه بما يبعث الأمل في النفوس، ويليق ببوّابة الحرمين الشريفيْن، وعروس البحر التي فقدت جمالها الباطن، وألّا يذر «النُصْ» البائس كالزوجة المعلّقة، لا هي متزوّجة ولا هي مُطلّقة، ترى ضرّتها تستأثر وتحظى بثروة زوجها، وهي تلطم خدّيْها، لا ناصر لها ولا مُعِين!.

فإن لم يتحقّق ذلك، فأقترح تخفيض دخْل وميزانية الأمانة «للنُص»، والاستفادة من التوفير في أمور البر والخير!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store