Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

القيادة.. هل هي للخبرة أم للشباب؟

A A
يعتقد البعض أن أصحاب الخبرة الطويلة هم الأشخاص الأكفاء والأنسب لتقلد المناصب العليا وتحمل المسؤوليات المختلفة خصوصاً وأن أمثال هؤلاء عادة ما يكونون متقدمين في العمر قليلاً وقد لا يتم تصنيفهم من فئة الشباب، في حين يرى آخرون بأن هذا الاعتقاد غير صحيح، فالأولى أن يتقلد تلك المناصب الشباب والذين لديهم الحيوية والإبداع والأفكار الجديدة والجريئة والتي تجاري العصر كما أن لديهم المرونة وروح التحدي الذي يعيشونه ويمكن أن يحظوا بمساعدين لهم أو مستشارين من ذوي الخبرة لمساندتهم ودعمهم خصوصاً في بداية مشوارهم القيادي.

جريدة المدينة طرحت هذا الموضوع الهام قبل يومين واستعرضت العديد من الآراء المتباينة والتي أكدت بأن مفهوم القيادة اليوم أصبح مختلفاً عن الماضي، فالقيادة اليوم مسؤولية وليست رفاهية، ففي الماضي كان المسؤول يتلقى التهاني والتبريكات فور تعيينه، أما اليوم فإن بعض المسؤولين أصبحوا يتلقون الدعوات بأن يعينهم الله على تحمل العبء الكبير والمسؤولية الثقيلة والأمانة الضخمة لذلك المنصب، ولاشك بأن التدرج الوظيفي وتراكم الخبرة والمهارة والتفاعل تلعب دوراً هاماً في نجاح القائد وهذا ينطبق في الوقت ذاته على التدرج في المناصب القيادية المختلفة وتشجيع الموهوبين والمتميزين من الجيل الحالي وانتقائهم بعناية للارتقاء بمستوياتهم الإدارية ليكونوا قادة في المستقبل.

اختيار القيادي مسؤولية كبيرة ويترتب على هذا الأمر خضوع المرشح للمنصب إلى العديد من الاختبارات والمقابلات الشخصية والتأكد من توفر العديد من المهارات والقدرات التي يحتاج إليها ذلك المنصب ولو من خلال التكليف لفترة زمنية محددة، وتوفر الخبرة عنصر رئيسي في اختيار القائد ولكن الخبرة لن تأتي إلا من خلال التجربة والممارسة ولذلك لابد من الثقة مبدئياً في شبابنا وإعطائهم الفرصة لكي يصبحوا مسؤولين في فترات مبكرة ولو بتكليفهم لتحمل مسؤوليات مجالات محدودة لتنمية الخبرة لديهم وتطوير مهاراتهم القيادية خصوصاً الطموحين منهم ومن يحرصون على تطوير قدراتهم ومهاراتهم وتنمية ثقافتهم .

بعض الوساطات تتدخل لوضع بعض الأشخاص في بعض المناصب أو تكليفهم ببعض المسؤوليات وهم يعرفون مستوى قدراتهم وإمكاناتهم ظناً منهم بأنهم يُسدون لذلك الشخص معروفاً ، وقد يغترُّ ذلك الشخص المرشح بذلك المنصب وهو يعرف في داخله بأنه ليس أهلاً له ظناً منه بأن هذا المنصب لا يعتمد على قدرات أو مهارات أو كفاءة ولكنه يعتمد على ذكاء وعلى معارف وعلاقات اجتماعية مما يجعله يفشل عند أول امتحان في ذلك المنصب ويتمنى أن لم يتقلده في يوم ما.

القيادة مسؤولية وأمانة والمنصب يحتاج إلى نموذج قيادي يجمع بين الخبرة والحكمة والتي لا تعتمد فقط على عدد السنين وتتوفر فيه روح الشباب والحيوية ولغة العصر وطريقة التفكير الحديثة والتي تحقق الأهداف المطلوبة بذكاء.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store