Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
خالد أحمد مقبول

«يا عمي»!!

A A
في ممارستنا وحصيلتنا اللغوية هناك الكثير من العبارات الجديرة بالتأمل والوقوف عندها وعند معانيها ودلالاتها وأثرها النفسي والثقافي.. واكتسبت مع الزمن صفة القبول والتسليم، من هذه العبارات «يا عمي»، عندما تأتي في وسط الحوار أو الحديث بين اثنين أو أكثر، غالبًا ما توصل إلى منطقة السلبية وانعدام الحيلة.

يكون الحوار أو الحديث عن حالة أو وضع معين يستنكره أطراف الحديث، ويتبادلون وجهات النظر حوله وكل يدلو بدلوه فيه، هذا يهرف بما يعرف وذاك يهرف بما لا يعرف، وهذا يسوق ما سمعه من هنا وهناك وآخر يعزز كلامه باستشهادات يعتقد أنها تعزز ما يذهب إليه، وفي النهاية يختمون حديثهم بدمغة «يا عمي»!

وليت عمي وعمك وعمه هؤلاء الذين نستحضرهم في هذه الحوارات والأحاديث يشاركوننا فيها وننتقل سويًا من دائرة إحالة المواضيع إليهم إلى الحسم والبت فيها والمبادرة بمعالجة ما ينبغي معالجته من الأمور التي نستنكرها ولا نقف أمامها مكتوفي الأيدي وخالي الوفاض.

أيضاً مصطلح «مشيها» و «مشي حالك» و «شيل من بالك» وجميعها تتضمن مفاهيم وقيماً سلبية واستسلاماً وقلة حيلة وعدم الرغبة في المبادرة إلى التغيير الإيجابي فكرًا وسلوكًا وممارسة.

هناك أيضاً كلمة «معليش» التي يعدها الكثيرون بمثابة جواز مرور لأي نقطة نقد أو انتقاد، أو تبريرٍ كافٍ للتجاوز عن أي خطأ أو تصرف ويتوقع أنه بمجرد أن يقولها تكفي للصفح عن سلوكه أو تصرفه الخاطئ، يقولها من يتأخر عليك عن موعده، وتسمعها ممن يقف وراء سيارتك وقوفًا خاطئًا يعطلك وهو غير مكترث بوقتك ومشاغلك، ويقولها الموظف المتأخر عن دوامه.... الخ.

كل هذه العبارات تأتي لتعبِّر عن حالة من عدم التنظيم وعدم الرغبة في الالتزام والانضباط وعدم الاهتمام بالمبادرة إلى الإيجابية لتكرس مفهومًا من السلبية يتنامى مع الوقت ككرة الثلج ليصبح جزءًا من ثقافةٍ وسلوكٍ عام أو شبه عام على أقل تقدير.

لذلك لابد من أن ندرب أنفسنا على الخروج من هذه الدائرة السلبية وترسيخ مفاهيم إيجابية في حياتنا وسلوك أبنائنا مبنية على الالتزام والاحترام وروح المبادرة والتعاون.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store