Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. أحمد أسعد خليل

ما صنع الحداد..

ورغم أن بعض الزوجات لازالت سليطة اللسان إلا أن بعض الأزواج قد يكونون هم أيضاً سليطي اللسان وأكثر من ذلك من خلال العنف الأسري الذي نشاهده متفشياً في مجتمعاتنا بشكل عام، ورغم أن الحداد ليس جزءاً من المشكلة إلا انه صار مرتبطاً بهذه المقولة بشكل رسمي.

A A
بينهم ما صنع الحداد.. هذا مثل شعبي قديم يردد على ألسنة الناس عندما يكون هناك خلاف كبير بين اثنين على الأقل ولم أجد عنه الكثير في صفحات الشبكة أو حتى عند العم قوقل، ولكن وجدت بعض الاجتهادات حول نشأة وأصل أو حتى مناسبة هذه المقولة أو المثل الشعبي مع أنه معروف للكثيرين ومتداول بيننا.

وقد تعود أحداث قصة هذا المثل إلى قديم الأزل، حيث كان أحد رجال العرب متزوجًا من امرأة، تسبب له تعاسة شديدة، حيث كانت سليطة اللسان وتفتعل العديد من المشاكل التي كانت تورطه بها دائمًا مع من حوله، واستمرت بهذا الشكل فترة كبيرة، رأى الزوج فيها ما يشيب له الولدان، وفي يوم من أحد الأيام تسببت الزوجة بمشكلة كبيرة في القرية وفاض الكيل بالرجل من أفعالها، فخرج من الخيمة وهو يصيح ويقول لها «بيني وبينك ما صنع الحداد»، ولكن الزوجة لم تفهم ما تفوه به، وما المغزى وراء هذه الكلمات، لم تهدأ الزوجة عن ما قاله زوجها لها، وأخذت تفكر في هذه الجملة لسويعات طويلة، وتحاول أن تخمن ما الذي قد يصنعه الحداد ويستخدمه الزوج لينتقم به منها، وعندما عاد الزوج توالت عليه بالأسئلة، أخرج لفة داخلها قرص كبير من الحديد، ومعه سيف ووضعهما أمامها ليثير حيرتها أكثر، بينما كانت الزوجة تقف مندهشة من الأمر، نادى الزوج على ابنه وأعطاه السيف وأمره بأن يطرق على القرص ليحدث ضجيجًا، وخرج من الخيمة، آمرًا ابنه بالاستمرار في الطرق أثناء ابتعاده عن الخيمة وظل الرجل يبتعد وابنه مستمر في الطرق إلى أن وصل إلى نقطة انتهى عندها مدى الصوت الذي صنعه قرص الحداد، وهناك نصب خيمة خاصة به هرب داخلها من لسان زوجته السليط.

ولو أن مثل هذا الأمر استمر الى يومنا هذا لوجدنا معظم الأزواج يعيشون بعيداً عن منازلهم منعزلين عنهم، وأعتقد بأن الحداد الآن لم يعد يصنع اقراصاً ليتم ضربها بسيف أو عصا، لأنه أصبح مشغولاً بأعمال أخرى بعيداً عن الأزواج ومشاكلهم اليومية، ورغم أن بعض الزوجات لازالت سليطة اللسان إلا أن بعض الأزواج قد يكونون هم أيضا سليطي اللسان وأكثر من ذلك من خلال العنف الأسري الذي نشاهده متفشياً في مجتمعاتنا بشكل عام، ورغم أن الحداد ليس جزءاً من المشكلة إلا انه صار مرتبطاً بهذه المقولة بشكل رسمي.

العداء والكره والاختلاف موجود منذ الأزل القديم سواء بين الأزواج أو حتى بين الأشخاص بشكل عام نساء ورجالاً، الا أن التسامح والعفو لا يزال موجوداً هو أيضاً بشكل كبير، وهو مطلب للكثير من العقلاء حتى لو من طرف واحد للحد من المشاكل التي نواجهها ونبتعد عن ما يصنع الحداد وغيره.. يقول الله تعالى: (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ).

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store