Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

نصف المجتمع لا يقرأ!!

A A
بالرغم من أن أمتنا هي أمة (اقرأ) والتي قدمت شخصيات عالمية عظيمة وفي مقدمتهم خير الخلق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وكبار العلماء والأدباء والفصحاء وأهل الأدب والخطابة إلا أنه من المؤلم أن يتحول مجتمعنا وخصوصاً الجيل الحالي إلى مجتمع مجاف للقراءة منشغلاً بالعديد من الأمور التي لا تثري ثقافته أو معرفته كالأجهزة الإلكترونية والفضائيات والألعاب ووسائل التواصل الاجتماعية والتي يبقى عليها الفرد أحيانًا الساعات الطوال في حين يعجز أن يمسك أحد الكتب ويقرأ فيه لدقائق معدودة.

على المستوى المحلي فقد أظهر استطلاع للرأي أجراه المركز الوطني لاستطلاعات الرأي العام التابع لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني خلال مارس الماضي حول اتجاهات السعوديين نحو قراءة الكتاب شارك في الاستطلاع 1008 سعوديين من عينة عشوائية من مختلف مناطق المملكة، وأظهر الاستطلاع أن الأشخاص الذين لديهم اهتمام بقراءة الكتب يقرأون على فترات زمنية متباعدة بنسبة بلغت 53%، بينما 11% منهم فقط يقرأون الكتب بشكل يومي، و21% يقرأون بشكل أسبوعي، و14% بشكل شهري، بينما بلغ معدل قراءة الكتب خلال العام الماضي 5 كتب فأقل لدى أفراد العينة بنسبة بلغت 66%.

وقد بين الاستطلاع أن الكتب الدينية تحتل المرتبة الأولى في اهتمام السعوديين بنسبة بلغت 30%، تليها الكتب العلمية بنسبة 21%، ثم قراءة القصص والروايات بنسبة 20%، وكتب الأدب واللغة بنسبة 11%، والكتب التاريخية بنسبة 10%، بينما 4% فقط يفضلون قراءة الكتب السياسية، واحتلت قراءة الكتب الإلكترونية عبر الإنترنت والأجهزة الذكية اهتماماً أقل لدى السعوديين بنسبة بلغت 6%.، فيما بلغ معدل الإنفاق على الكتب أقل من 300 ريال سنويًا.

هناك تقدم ملموس وواضح في اتجاه المجتمع للتشجيع على القراءة إذ ساهمت معارض الكتاب والتي تم تنظيمها في السنوات الأخيرة في كشف حب وشغف المجتمع السعودي للقراءة إذ زار تلك المعارض الملايين خلال أيام محدودة، كما انتشرت أندية القراءة سواء تلك المرتبطة بالجامعات أو الأندية أو عبر شبكات التواصل الاجتماعية كما عمد البعض على تقديم خدمات متنوعة في هذا المجال منها الكتب المستعملة والكتب الملخصة والكتب المسموعة يضاف لذلك الفعاليات الثقافية السنوية والمعارض والمهرجانات ولكن لابد من إيجاد مؤشرات قياس واضحة وبينة وتستند إلى معايير علمية تقدم إحصائيات موثوقة ودقيقة عن معدل قراءة المجتمعات بشكل عام ومجتمعنا في السعودية بشكل خاص، فالقراءة لا تساهم فقط في رفع مستوى الوعي لدى المجتمع بل هي أيضًا صناعة هامة للثقافة والإبداع والأدب يمكنها أن تكون عنصرًا رئيسا من عناصر الاقتصاد الوطني.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store