Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

الكلام الساطع في #هاكاثون_الحج الرائع

الحبر الأصفر

A A
انطَلَقَت قَبل أَيَّام النُّسخَة الأُولَى لـ(#هاكاثون_الحج) بمَدينة جُدَّة -بضَم الجِيم-، لاستقطَاب العقُول الرَّائِدَة، والمَوَاهِب المَحليَّة والعَالميَّة فِي مَجَال التَّقنية، حَيثُ اجتَمَع فِيهِ مُبرمجو الكمبيُوتر؛ لتَطوير البَرمجيَّات، مِن أَكثَر مِن 100 دَولَة، وذَلك بتَنظيم «الاتِّحَاد السّعودي للأَمن السِّيبرَاني والبَرمَجَة والدّرونز»، تَحت إشرَاف مَعَالي المُستشَار «سعود القحطاني».

شَيءٌ يُثلج الصَّدر، أَنْ تَستَضيف مَملكتنَا -الغَالية- مِثل هَذه المُبادرَات، ففِي هَذَا العَصف الذِّهني، والسِّبَاق البَرمجي الاستكشَافي، اغتنَامٌ للمَوَاهِب التَّقنية الشَّابَة، والطَّاقَات المُتولِّدة فِي مَجَال البَرمَجَة، ودَعم مُبَاشِر مِن الدَّولَة -حَفظها الله- لمُوَاصلة الجهُود فِي خِدمة ضيُوف الرَّحمن، خِلال مُوسم الحَج.

احتَفينَا جَميعًا بتَحطيم (#هاكاثون_الحج) للأَرقَام القِيَاسيَّة، ودخُوله لمَوسوعة «جينيس» مِن أوّل نُسخَة، فأَتَت هَذه المُبَادرَة؛ لاستقطَاب الطَّاقَات المُتولِّدة، والعقُول الرَّائِدَة، فِي مَجَال البَرمَجَة، لابتكَار الحلُول التَّقنية المُسَاهِمَة؛ فِي تَطوير وتَحسين تَجربة الحَجيج.

لَاحظنَا جَميعًا أَنَّ السِّبَاق البَرمجي فِي (#هاكاثون_الحج)؛ لَم يَقتَصر عَلَى مُشَاركة الرِّجَال فَقَط، بَل كَانت هُنَاك مُشَاركة وَاضِحَة وفَعَّالَة للمَرأَة أَيضًا، وأَكَّدت بَنَات الوَطن بمُشَاركتهن، أَنَّهنَّ قَادِرَات عَلَى دخُول أَصعَب المَجَالَات، بَل ونبُوغ نِجمهن فِيهِ، والدَّليل عَلَى ذَلك، اختطَاف مَشروعهن للمَركَز الأوَّل، والمُسمَّى «ترجمان»، الهَادِف إلَى التَّرجَمَة الفَوريَّة، لعَددٍ مِن الإشَارَات واللَّوحَات الإرشَاديَّة فِي مَكَّة المُكرَّمَة، والمَشَاعِر المُقدَّسَة، دُون الحَاجَة إلَى إنتَرنت.

كَان الحج يَتم تَناوله؛ ببحُوثٍ تَقليديَّة رُوتينيَّة بَحتَة، مِثل «مُلتَقَى الحج»، الذي يَضم كِبَار السِّن، لطَرح الحلُول المُكرَّرة، وإعَادة تَجربة المَاضي، أَمَّا الآن، فنَحن إزَاء عقُول خَلَّاقَة، لَيست أَسيرة المَاضي، ولَا خِبرَاته، التي حَالفهَا الصَّواب أَحيَانًا، وجَانبهَا الصَّوَاب أَحيانًا أَكثَر، والدَّليل عَلَى ذَلك، أَنَّ الجمهُور -أَيضًا- شَغوف بمِثل هَذه المُبَادرَات، فِي العلُوم العَصريَّة، والمُستجدَّات التَّقنية، ولَيس كَمَا يُشَاع -دَائمًا- بأنَّهم جمهُور سَطحي، يَبحَث عَن البَرامج السَّطحيَّة، التي تَهتَم باكتشَاف المَواهب الغِنَائيَّة فَقَط.

مِن الأمُور التي لَفَتَت نَظري، أَنَّ مَعَالي المُستشَار «سعود القحطاني»؛ عَقَب نَجَاح المَشروع، لَم ينسب هَذا الإنجَاز لنَفسه، بَل كَتَبَ تَغريدة قَال فِيهَا: (الجنُود المَجهُولُون الأَعزَّاء: د.عبدالله شرف، وفيصل الخميسي، ونوف الراكان، وكَافّة الزُّملَاء المُنظِّمين والمُتطوِّعين والرُّعَاة. شُكرًا لَكُم مِن الأَعمَاق؛ عَلَى كُلِّ مَا بَذلتمُوه وتَبذلُونه).

حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!

بَقي أَنْ أُوجِّه رِسَالَة؛ إلَى سَعَادة المُستشَار المُتألِّق «سعود القحطاني»، وأَقول لَه: (بَعد نَجَاح هَذا «الهاكاثون»، نَحنُ بحَاجةٍ إلَى مَجموعة «هاكاثونات» -إنْ صَحَّت التَّسمية- تَتنَاوَل مَشَاكِل التَّعليم، والصحّة، والإسكَان، ولَن أَنسَى مُنَادَاة مَعاليكم؛ بأَنْ تُبادروا بعَمل «هاكاثون» خَاص بالمَكفوفين والمَكفُوفَات، لَعلَّنا نُضيف لَمسة نُور يَحتَاجونها، كَي يَسيرُوا فِي طُرق الحَيَاة).

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store