Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

الجوالات.. بين التصفح والإدمان

A A
كثيرمنا ينفي وبشدة أي استفسار يوجه له بشأن مستوى تعلقه وارتباطه بالجوالات، وهل لازالت علاقته بها في مرحلة منضبطة تقتصر على الأمور الضرورية والتصفح والاطلاع فقط أم إنها تجاوزت هذا الحد وأصبحت تستغرق منه يومياً زمناً طويلاً يتجاوز الساعات بل إنها قد تكون وصلت إلى حد مرحلة الإدمان.

هذا الهاجس لم يكن ليؤرق مستخدمي الجوالات فقط بل تجاوز هذا الأمر ليصل إلى الشركات المصنعة للجوالات والتي لاحظت هذا الأمر، فها هو تيم الرئيس التنفيذي لشركة أبل يؤكد بأنه "لم يكن يريد من الناس أن يقضوا الكثير من الوقت على تلك الأجهزة أو كل الوقت" ولذلك عملت الشركة على تمكين الناس من معرفة الحقائق من خلال مجموعة ضوابط في نظام التشغيل يسمح لهم بمعرفة مقدار الوقت الذي يقضيه كل واحد منهم في التطبيقات المختلفة وبهذه الميزة سيتمكن المستخدم من مراقبة نفسه ومعرفة حقيقة وضعه وعدد الساعات التي يقضيها مع التطبيقات المختلفة واتخاذ القرار المناسب بالنسبة له.

القضية مثلها مثل أي أمر آخر يتم استخدامه بشكل مبالغ فيه وخارج الإطار الطبيعي ليتحول مع الوقت إلى إدمان يجب وضع الحلول المناسبة للتوعية بمخاطره مبكراً حتى لا يتم الوقوع فيه مستقبلاً، فالإفراط في أي أمر كثيراً ما يؤدي إلى نتائج سلبية، فكيف إذا كان هذا الأمر متعلقاً بأهم ما لدى الإنسان وهو (الوقت)، فالتكنولوجيا اليوم وبالرغم من آثارها الإيجابية المختلفة إلا أن لها سلبيات أخرى في مقدمتها التأثير على الصحة والوقت.

الجوالات اليوم أصبحت ملجأ للعديد من فئات المجتمع والبعض قد يبقى متصلاً بتلك الأجهزة لساعات طويلة قد تصل إلى 10 ساعات يومياً أو أكثر فهو يتنقل من الألعاب الإلكترونية إلى وسائل التواصل الاجتماعية بمختلف أشكالها في تويتر وفيسبوك وإنستغرام وسناب شات أو إلى متابعة بعض المسلسلات أو الأفلام أو حتى المباريات وبعض الأحيان الأخبار بمختلف أنواعها وكل ذلك يجعل الفرد أسيراً تحت رحمة ذلك الجوال والذي يجعله في معزل عن الآخرين وعن الحياة الطبيعية وهذا ما نعاني منه اليوم، فما إن تحضر أي مناسبة أو تكون في مجلس إلا وترى أغلبية من فيه رؤوسهم خاشعة وينظرون في جوالاتهم ولا ينطق أي منهم بأي كلمة، فالكل مشغول بقراءة ما يصل إليه بكل تقدير واهتمام وكأنه أسير يتلقى الأوامر وينصت لها ولاينطق بكلمة يعارض بها ما يملى عليه من خلال الجوال.

نعم التقنية مهمة وضرورية خصوصاً في هذا العصر ولكن ما يحدث اليوم من إدمان لتصفح ما يصل في هذه الأجهزة من معلومات يحتاج منا إلى وقفة جادة، فيجب علينا أن لا نكون أسرى لجوالاتنا ولانجعلها سبباً لأن تجعلنا ندمن عليها فتترك أثراً سلبياً في حياتنا الشخصية أوالعملية.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store