Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

"تفاحة" أخرجت زوجها من "الجيش" و"الوزارة" و"السلطة"!

هكذا كان القتل والسجن قاسمين مشتركين في معظم تجارب الحكم النسائية، والرجالية التي تحشر فيها المرأة -زوجة كانت أو ابنة - أنفها في الأمور المتعلقة بدولة وجيش وشعب! بل إن حشر أنف الزوجة أو الابنة سرعان ما يضرب بقوة في جسد السلطة نفسها..

A A
حتى الآن لم نسمع شيئاً عن زوج السيدة حليمة يعقوب رئيسة جمهورية سنغافورة، ولعله خير، بل هو خير بالتأكيد في ظل ما نتابعه عن زوجة رئيس بنجلاديش "خالدة" التي كانت رئيسة الوزراء بعد مقتله، وابنة الرئيس التالي لنفس الدولة "حسينة" التي ما زالت رئيسة للحكومة بعد مصرعه، وابنة رئيس حكومة باكستان السابق "مريم" التي دخلت السجن معه، وابنة رئيس حكومة باكستان الأسبق "بي نظير بوتو" التي لقيت مصرعها، وزوج ابنة الرئيس الأمريكي والإشاعات التي تلاحقه، بل وابنة الرئيس التي نأت بنفسها أخيراً عن السياسات الداخلية للسيد الوالد!.

ورغم كثرة الحديث عن زوج ابنة الرئيس عبد الناصر "هدى" خاصة بعد وفاتهما، وابنتي الرئيسين صدام حسين "رغدة" ومعمر القذافي "عائشة" بعد مقتلهما، وزوج ابنة الرفيق سياد بري أثناء وبعد هروبه ووفاته، تظل الرئيسة السنغافورية "حليمة" أو يظل زوجها "محمد عبد الله" الذي ينحدر من أصول يمنية، بمنأى عن القيل والقال فيما يتعلق بإدارة وسياسة واقتصاد الدولة.

ومن الواضح على هذا النحو أن الزعيمة السنغافورية ستخرج من سدة الحكم، وربما من الدنيا - متعها الله بالصحة والعافية- دون أن نسمع شيئاً عن زوجة ابنها "5 أبناء" على غرار الزعيمة السيرلانكية "سيريمافو بندرانايكه"، وعلى عكس ما حدث في الهند عندما ماتت الزعيمة "إنديرا غاندي"، تاركة راجيف الذي تم اغتياله!.

وفي ماليزيا، لم يغلق الستار بعد على قضية أو فضيحة رئيس الوزراء السابق نجيب عبد الرزاق، الذي راح يوزع الاتهامات بالسرقة على خصومه فور توليه منصبه، قبل أن يغادر على وقع كم من الفضائح أو القضايا المالية التي كان من أبرزها شراء زوجته "روسماه منصور" عقداً مرصعاً بألماسة وردية نادرة وزنها 22 قيراطاً من جملة 30 مليون دولار سرقت من صندوق التنمية الماليزي "وان.إم.دي.بي"، علماً بأن العقد المرصع بالألماس يبلغ ثمنه بمفرده 27.3 مليون دولار!.

هكذا كان القتل والسجن قاسمين مشتركين في معظم تجارب الحكم النسائية، والرجالية التي تحشر فيها المرأة -زوجة كانت أو ابنة - أنفها في الأمور المتعلقة بدولة وجيش وشعب! بل إن حشر أنف الزوجة أو الابنة سرعان ما يضرب بقوة في جسد السلطة نفسها..

حدث ذلك في مصر في عهد الرئيس العملاق أنور السادات الذي تهامس الناس حول دور زوجته "جيهان" في صناعة القرار السياسي، بشهادة الدكتور محمود جامع، الصديق المقرب للسادات، وكذلك مع الرئيس مبارك الذي تحدث المؤرخون المعاصرون وما زالوا يتحدثون عن تدخلات زوجته "سوزان" في أمور الدولة، بل إنها عجلت أو ساهمت في خروج مبارك من الحكم على النحو الذي جرى!.

هنا ومن باب الإنصاف لابد من الاشارة الى أن تدخل كل من "رغدة صدام حسين"، و"عائشة معمر القذافي"، إنما سطع بعد رحيل الزعيمين، وهذا حق مشروع لابنة ترى أن والدها مات شهيداً لموقفه، ويتفق معها في ذلك الكثيرون، وأخرى، تدافع بحكم كونها محامية شهيرة، عن سمعة والدها التي ترى أن وفاته انتهت بليبيا إلى ما هي عليه الآن!

لقد جسدت "جريس موجابي" زوجة رئيس زيمبابوي الذي أطيح به مؤخراً، نموذجاً شرساً للتدخل النسائي السافر في إدارة شؤون الحكم، فمن تغيير الوزراء الى تغيير نواب رئيس الجمهورية، ومن نهب أراضي الدولة، الى ضرب المعارضين والصحفيين. هكذا مضت "جريس" في استفزاز الجيش والشعب معاً حتى أطيح بالرجل الذي ظل في الحكم قرابة 37 عاماً. والمثير أن "جريس" بعد كل ما فعلته بالدولة وبرئيسها، تطلب الطلاق الآن، لتبدأ حياتها من جديد.. قمة الافتراء!.

وفي جنوب السودان أصدر الرئيس سلفاكير ميارديت، قراراً بترقية زوجته "ميري"، إلى رتبة لواء في الجيش الحكومي. وتوقعاً للثرثرة والجدل حول القرار، أكد لول كوانق، المتحدث الرسمي باسم الجيش أن الترقية استندت على الجدارة والقدرات، مبيناً أن سيادة (اللواءة) ضمن ثلاث نساء دخلن الجيش الشعبي ضمن كتيبة البنات منذ العام 1983. لكن رئيس الجمهورية والقائد العام للجيش، لم يحدد الواجبات التي ستقوم بها السيدة الأولى في مهمتها الجديدة في الجيش الشعبي.

أخيرا أو يقيناً، ومن باب الاستثناء، ستخرج "سارة" زوجة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من قضية "الاحتيال" و"النصب" و"السرقة"، ليس لكون حصيلة الاحتيال تبلغ مائة ألف دولار فقط، وإنما لأن الدولة" كلها قائمة على الاحتيال والنصب والسرقة.. الاحتيال على العالم، والنصب على العرب، وسرقة أرض فلسطين. وفي ضوء ذلك قد تصبح سارة زعيمة وطنية مخلصة لمبادئ الدولة!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store