Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد البلادي

الكثير من القروض.. القليل من البيروقراطية!!

A A
· برغم كل سلبياتها، تظل فكرة الأسر المنتجة من أهم الأفكار التي ساعدت فعلياً في تقليل نسب البطالة، وإيجاد دخل ثابت ومعقول جداً للكثير من الأسر السعودية، واللافت أن كثيراً من المشاريع التي صارت تحقق اليوم نجاحات متتالية انطلقت من خلال هذه المبادرات الذاتية الصغيرة؛ التي تقوم على فكرة الاعتماد على الذات، وعلى مبدأ مساعدة الناس لمساعدة أنفسهم، وهي أفكار إنمائية قديمة، لكنها مازالت مطروقة وفاعلة جداً، خصوصاً على مستوى الحكومات التي تنشد تقليص البطالة و معالجة آثار الفقر في مجتمعاتها.

· تعيش بلادنا هذه الأيام فترة تحول اقتصادي واجتماعي وديموغرافي كبير، حيث تسعى حكومة خادم الحرمين الشريفين لتوطين الكثير من الوظائف والمهن والحرف التي كانت مشغولة لعقود طويلة بوافدين، وإحلال السعوديين بدلاً منهم.. وهذه الخلخلة خلقت الكثير من الفرص التجارية والمهنية التي يمكن للشباب الاستفادة منها، لكنهم يصدمون للأسف بعائقين كبيرين هما: قلة مواردهم المالية، وسلسلة العقبات البيروقراطية الكثيرة والمحبطة، التي تأكل الكثير من هممهم منذ البداية.

· المال هو واحد من أكبر عوائق التنمية الاجتماعية. في بنجلاديش عَرف (محمد يونس) الذي حصل على جائزة نوبل للسلام أن دسَّ قطعة من النقود في جيب فقير ليست الحل.. بل الحل أن يجد له فرصة للعمل وإلحاقه بقطار التنمية وتحويله إلى منتج ..فأنشأ بنك (جرامين) وأطلق برنامج القروض الصغيرة بمعدل 100 دولار للقرض الواحد .. هل يبدو لك القرض هزيلاً ومضحكا؟!.. حسناً .. بحلول العام ٢٠٠٧ كان (يونس) قد أقرض(٦.١) مليارات دولار لـ(٧.١) ملايين فقير بنغلاديشي أصبحوا أكثر قدرة على إطعام عائلاتهم، وبناء منازل، وإرسال أولادهم إلى المدارس.

· بحسب بعض المصادر ‏فإن المصارف السعودية التي تبلغ قيمتها السوقية نحو ٦٢٤ بليون ريال قد حققت أرباحاً في النصف الاول من هذا العام بواقع ٢٥ بليون ريال، أي بزيادة 11٪ عن العام الماضي، ولو سألت عن مساهمتها المجتمعية فالنتيجة مخجلة، رغم أن هذا المجتمع هو سبب ثرائها!، وهنا نتساءل: لماذا لا تُلزم هذه البنوك بعمل برامج إقراض ذات فوائد منخفضة جداً للشباب، خصوصاً أصحاب الشهادات والمهن و الحرف بضمان مشاريعهم، على أن تلتزم بقية الجهات الحكومية الأخرى بتذليل العقبات البيروقراطية التي تقف أمامهم ولو لمدة 2- 5 سنوات لإلحاقهم بقطار التنمية، وتحويلهم إلى منتجين؟! فالقطاع الحكومي مهما كان حجمه لن يستوعب كل هذه الأعداد المتزايدة من طالبي العمل.. ويبقى الرهان الأكبر في توسيع القطاع الخاص من خلال تحويل العاطلين إلى أصحاب عمل.

· بلادنا تزخر بالكثير من الفرص.. وكل ما يحتاجه الشباب الآن هو المزيد من القروض والقليل من البيروقراطية.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store