Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
نبيلة حسني محجوب

خدمة الحج وتحفيز العقول!

لكن "هاكاثون الحج" الذي عقده اتحاد الأمن السيبراني فتح أمامي وأمام الوطن بكامله نافذة للأمل بأننا يمكن أن نصنع مستقبل التقنيات الحديثة بعقول أبنائنا وبناتنا وابتكاراتهم المتميزة كذلك بالنسبة للشباب العربي

A A
لم يكن يشغلني كثيراً سوى العنوان " هاكاثون الحج " بعد متابعتي لبعض الأخبار، وظللت " أنق" كالمرأة " النقاقة " التي قبل أن تفهم أو تعرف وضع زوجها المادي والاجتماعي والنفسي لتعرف كيف تحل مشكلاتها معه تظل تعبر عن عدم رضاها عن كل صغيرة وكبيرة.. أجل أعترف، كنت عائدة من السفر، وتابعت الأخبار المنشورة واستفزني العنوان على رأي " اللي ما يعرف يقول عدس"، لم أتوغل كثيراً في معرفة هذا التجمع التقني الذي استقطب كل هذه العقول من أجل تفعيل طاقات الشباب وتحفيزهم على التميز والإبداع، وابتكار تقنيات تسهم في تسهيل حركة الحاج بين المشاعر، وإنجاح هذا الموسم السنوي العظيم الذي يأتيه الناس من كل فج عميق، إلا عندما ناقشت ابنتي حول المصطلح "هاكاثون" رغم أن لا ناقة لها ولا جمل في المؤتمر إلا تخصصها التقني؛ فالعلم نور كما يقولون! أسهبت في شرح كل التفاصيل المتعلقة بـ"هاكاثون الحج" باعتباره أكبر تجمع من المشاركين والمشاركات حيث بلغ عددهم "3000" من "100" دولة، ربما الفكرة أو الجائزة استقطبت شركات وأفراداً من كل مكان، كنت أنصت بشغف خصوصاً عندما أكدت لي صحة المصطلح وتطابقه مع الهدف.

حتى تلك اللحظة كنت أخبىء خوفي من أن تكون المنافسة قوية وتحرم شبابنا وشاباتنا من الفوز بالمركز الأول، هنا تدفق حماس ابنتي وهي تخبرني أن فريقاً مكوناً من أربع فتيات سعوديات حصدن الجائزة الأولى بجدارة، تضاعفت فرحتي وتدفقت البهجة تملأ قنوات القلب، هو هذا الحلم تحقق، كنا في كل مسابقة أدبية أو فكرية، علمية أو فنية، ننتظر أن يكون الفائز بالجوائز الكبرى سعودياً، لا أنكر تحقق لنا هذا في بعض الجوائز لكن معظمها كان يذهب إلى جيوب أخرى، مبارك عليهم ليس حسداً ولا بخلاً ولكن شبابنا وشاباتنا يستحقون الوصول إلى المراكز الأولى ويستحقون الفوز بجدارة.

لم يكن الخوف عن عدم ثقة في قدراتهم وإمكانياتهم، بل الخوف على أبنائنا من اعتمادهم على تقنيات العصر وأجهزتها التي لا نمتلك صناعتها ولا زلنا مستهلكين نتلقف ما يمدنا به الغرب والشرق، دون بوادر تشير إلى إمكانية الدخول في مجال الابتكار في هذا المجال، لكن "هاكاثون الحج" الذي عقده اتحاد الأمن السيبراني فتح أمامي وأمام الوطن بكامله نافذة للأمل بأننا يمكن أن نصنع مستقبل التقنيات الحديثة بعقول أبنائنا وبناتنا وابتكاراتهم المتميزة كذلك بالنسبة للشباب العربي، أما بالنسبة للمشاريع المبتكرة التي أبدعتها العقول المشاركة وتهدف إلى تسهيل أداء مناسك الحج على الحاج، وإنجاح مواسم الحج، المشاريع التي لم تحصد الجائزة لا بد أنها تنفع في كافة المجالات لخدمة حجاج بيت الله الحرام، وستحفز عقول شبابنا وشاباتنا على الإبداع والابتكار لحصد الجوائزعاماً بعد عام، ليست قيمة الجائزة المادية هي الهدف ولكن قيمتها المعنوية أهم.

فكرة تطبيق (ترجمان) المشروع الفائز بالجائزة الأولى "مليون ريال" سيقدم خدمة عظيمة لحجاج بيت الله الحرام، حيث يقوم بترجمة اللوحات الإرشادية والإشارات إلى لغة جهاز الهاتف بعد تحميل التطبيق عليه، وحين تمريره من أمام أي لوحة ارشادية في مكة والمشاعر سيترجم المكتوب عليها دون الحاجة إلى إنترنت. "500" ألف ريال جائزة المركز الثاني نالها تطبيق (محفظة الحاج)، "30" مليون ريال مقدمة من بنك التنمية الاجتماعية لدعم مشاريع الهاكاثون، كذلك دعم مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية لـ50 مشروعاً من مخرجات الهاكاثون.

هنيئاً للوطن بعقول أبنائه وباتحاد الأمن السيبراني الذي أبدع هذا "الهاكاثون" وحقق الحلم، وألف مبروك للفائزات بالمركز الأول ولكل الفائزين والمشاركين.

nabilamahjoob@yahoo.com

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store