Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالعزيز حسين الصويغ

الحرب خدعة؟!

A A
مُفاجأة العدو ومخادعته هي إحدى سبل تحقيق النصر على الخصم في الحرب أو المعارك العسكريّة، عن طريق المناورات لتضليل العدو وتشويشه قبل ساعة الانقضاض عليه، لذا يُقال إن «الحرب خدعة». لكن السلام أيضاً يمكن أن يكون خدعة لتحقيق النصر على الخصم سلماً. وهناك من يمد اليد للسلام بينما يحضر في نفس الوقت للحرب ممسكاً بخياري الحرب والسلام.. أيهما أجدى لتحقيق أهدافه.

****

وكانت حرب 1967 التي شنتها إسرائيل على مصر وسوريا والأردن من الأمثلة البارزة للخداع على المستويين السياسي والعسكري. فبينما كانت التصريحات الصادرة من القيادات الإسرائيلية، تفيد بعدم وجود أي نية لديها في خوض الحرب أو في شن أي هجوم، دأبت الدعاية الصهيونية في نفس الوقت لتهيئة الرأي العام الدولي لشن الحرب ضد العرب، مطلقة الإشاعات بأن العرب يريدون خنق إسرائيل وتدميرها وإلقاء اليهود في البحر، والعمل على تحريف وتحوير تصريحات لقادة عرب تؤكد هذه المقولات.

****

وفي الوقت الذي نصحت فيه الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي العرب بعدم البدء بالهجوم على الكيان الإسرائيلي، وأقنعت واشنطن العرب بقيادتها لمساعي الحل الدبلوماسي للأزمة، كانت إسرائيل تجهز لحرب استباقية تحدد هي موعدها بجر العرب لهذه الحرب، وشل حركتهم العسكرية في ظل تسترها بالحماية الذرية الأمريكية.

****

وبالفعل شن الطيران الحربي الإسرائيلي هجوماً كاسحاً على ثلاث جبهات هُزمت فيها الجيوش العربية على الجبهات الأردنية والمصرية والسورية، ووصلت القوات الإسرائيلية لقناة السويس محتلة جميع شبه جزيرة سيناء، واحتلت بقية أجزاء فلسطين (الضفة الغربية وقطاع غزة بما فيها القدس الشرقية) ومرتفعات الجولان السورية.

#نافذة

:

(إذا أرادت الأمة أن تنتصر فيجب أن تعترف بالهزيمة وتسميها باسمها لتأخذ بالإعداد السوي القومي القويم لتنطلق نحو عالم النصر الرحب الذي ينتظر العرب.)

د.كمال علاونه

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store