Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد البلادي

عقوق الأوطان!!

A A
* ليس ثمة ما هو أسوأ من عقوق الآباء ونكرانهم، إلا عقوق وجحود الأوطان والانقلاب عليها!.. فمن يسهل عليه التنكر للفطرة الأبوية الإنسانية، ودفء أحضان والديه، ليس غريبًا عليه أن يتبلد ويتناسى كل خيرات وأفضال بلاده ووطنه عليه، ويقلب عليه ظهر المجنّ.. لذا تشعر المجتمعات الإنسانية بالفاجعة والصدمة إزاء أي قصة عقوق للوالدين أو الوطن كونها تخالف فطرة إنسانية عميقة لم تتعودها الإنسانية إلا في القليل النادر من القصص المكروهة والمنبوذة.

* ولأنه لا ينال العاقل من عدوه ما يناله الجاهل من نفسه وأهله ووطنه كما يقال.. فان اصطياد وتجنيد (الجهلة) الذين لا تتعدى ثقافة بعضهم (الصف السادس الابتدائي) ونفخهم وتضخيمهم في المحافل العالمية ومنحهم درجة (مناضل) عالمي، مع أن بعضهم لا يعرف (كوعه من بوعه) لا تزال من الحيل القديمة الرائجة التي تنتهجها بعض العقليات الاستعمارية من خلال سفاراتها، طمعاً في تجنيد أكبر عدد ممكن من هؤلاء (الجهلة المناضلين) ليصبحوا أدوات ضغط، ومعاول هدم على مجتمعاتهم وأوطانهم.

* بالمقابل.. فإن من أكبر الرزايا التي ابتلي بها البعض منا النظر للوطنية على أنها (إثم) و(شرك) يجب التوبة عنه، و(وثنية) يجب الخلاص منها.. والأدهى النظرة الأخرى من الجانب المعاكس التي ترى في الوطنية (تطبيلا) لا يليق بالمثقف، و(مداهنة) لا تتفق مع مفاهيم الحريات والحقوق والـ(بطيخ)!!.. حروب على الوطن والمدافعين عنه لا تعلم من يشعل فتيلها، ولا من يغذيها، يستفيد منها.. والأغرب أنها تحدث مقابل تهييج غريب وإشعال متعمد لانتماءاتنا وخلافاتنا القبلية والمناطقية والمذهبية!.

* أبواب الوطن مفتوحة لكل أبنائه، وصدور أولياء الأمر تتسع لكل الآراء الوطنية الصادقة والمخلصة والساعية لنماء الوطن وازدهاره ومصلحة أبنائه، بما يتوافق بالطبع مع الشريعة السمحاء.. لكن ما يقوم به بعض الجهلة والأغبياء والمفتونين من تحركات واصطفافات مع قوى خارجية مشبوهة، وما يحدث من تأليب تحت أي حجة هي (جرائم) استعداء على الوطن لا يرتكبها إلا عاق؛ قام بقتل الوطن و(الأم) في ضميره ووجدانه.. وهؤلاء يجب محاكمتهم بتهمة الخيانة العظمى دون شفقة أو هوادة.

* «ليس من الضروري أن تكون عميلاً لكي تخدم عدوك، يكفي أن تكون غبياً». (محمد الغزالي)

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store