جيهان مرسي: الجمهور السعودي ذواق.. ويحتاج لأكاديميات فنية

أشادت مديرة الإدارة المركزية للموسيقى الشرقية بدار الأوبرا المصرية ومدير مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية، جيهان مرسي، بالانفتاح الثقافي والفني الذي تعيشه المملكة العربية السعودية اليوم، مؤكدة أن السعودية تتميز بجمهورها الذواق، وترى أنه من الضروري أن يتم إنشاء أكاديميات ومعاهد لتعليم الفنون، اتساقًا مع ما تشهده المملكة في هذه المرحلة الجديدة المتطورة، كما وعدت جيهان بتسخير خبرتها من أجل دعم الساحة الفنية، آملة في مزيد من التعاون بين فناني البلدين بما يخدم الفن والثقافة بينهما.. هذه المحاور وغيرها في سياق هذا الحوار..

قوة ناعمة

* بحكم خبرتك هل ترين أن المملكة بحاجة إلى إنشاء أكاديميات ومعاهد فنية؟

طبعًا.. وأنا من خلال ما شاهدته من الجمهور السعودي الذواق للفنون والجمال، أرى أنه من الضروري أن يكون في المملكة معهد أكاديمي لتعليم الفنون، ووجود فرق غنائية وموسيقية، وهذا أمر مهم ومطلوب، فطالما المملكة بدأت الانفتاح الثقافي وفتحت المجال أمام هذا الإبداع الفني والثقافي، والفن رسالة مهمة جدًا، والفن هو القوة الناعمة التي من خلالها تستطيع مقاومة أي شيء، والغناء والموسيقى يمكن لها أن تصنع شعبًا واعيًا ومتحضرًا، وتشحن وجدان الناس، والإذاعة والتلفزيون موجودتان في كل بيت ومن خلالهما يمكن أن تقدم للناس للفن الجميل، ولهذا لابد أن تكون في المملكة أكاديمية فنية أو معاهد، وأنا أذكر أنه في المعاهد المصرية في القاهرة كان معنا كثير من الطلاب السعوديين الذين كانوا يأتون للتعلم، والسعودية اليوم مقبلة على طفرة ثقافية وفنية جديدة وستنافس من خلالها كل الدول العربية وستتفوق عليها.

المملكة مقبلة على طفرة ثقافية وفنية ستتفوق بها عربيًا

شعب ذواق

* كيف تنظرين لمشاركة فرقة دار الأوبر المصرية في عدد من الفعاليات بالمملكة مؤخرًا؟

أنا سعيدة بتجربة مشاركة فرقة دار الأوبرا المصرية في المملكة، وبالتحديد في مدن سعودية جميلة هي الرياض وأبها وجدة والطائف والدمام، وأشكر هيئة الثقافة السعودية التي أتاحت لنا الفرصة للمجيء وتقديم فنوننا أمام الجمهور السعودي، وهو شعب ذواق ويحب الفن، والسعودية متميزة أيضًا بوجود فنانين وشعراء ومثقفين معروفين.. عندما جاءتنا الدعوة من قبل وزيرة الثقافة المصرية الدكتورة إيناس عبدالدايم لتقديم حفلة في المملكة، وكانت الحفلة الأولى لنا كدار الأوبرا في الرياض، لم نكن مصدقين أننا فعلا سنحيي حفلاً في السعودية إلى أن حضرت بنفسي وأقمت مؤتمرًا صحفيًا، وسعدت جدًا بحضوري وبما وجدته من أجواء جميلة ونضج وفهم ووعي رائع، وشاهدت مسرح مركز الملك فهد الثقافي الذي أحيينا عليه حفلنا، وبهرني المسرح بجماله وإمكانياته الحديثة، والحمد لله قدمنا حفلًا أعتبره من أجمل الحفلات، والجمهور كان رائعًا جدًا، وقدمنا أغنيات أصيلة منها لأم كلثوم، وكان معنا من الفنانين والفنانات: مي فاروق، وأحمد عفت، ونهاد فتحي، ونحن بالفعل جئنا للمملكة ومعنا أجمل الأصوات من فناني وفنانات دار الأوبرا المصرية وكانت حفلة رائعة استمتعنا فيها بما رأيناه من الجمهور من استمتاع وتفاعل، وقدمنا حفلتين على مدار يومين سعدنا فيهما بمشاهدة الجمهور وهم فرحون ويرددون معنا الأغاني، وكانوا يسألوننا بعد الحفل «إمتى ح تيجوا تاني».

حب الأصيل

* بعد الرياض شاركتكم في أبها وجدة، كيف وجدتم الأجواء؟

المحطة الثانية لنا في السعودية كانت في مدينة أبها.. مدينة جميلة وجوها رائع.. والجمهور الذي شاهدناه وحضر حفلتنا جمهور مبهر ولديهم حب للفن المصري، وتفاعلوا مع الفرقة وبما قدمناه من أغنيات بشكل كبير جدًا.. ثم في جدة قدمنا حفلتنا على مسرح جامعة دار الحكمة بمشاركة فنانينا ريهام عبدالحكيم، وأحمد عفت، ووليد حيدر، وصابرين النقيلي، وياسر سليمان، وقدمنا مجموعة من الأغنيات الأصيلة لأم كلثوم وعبدالحليم ومحمد رشدي، ونحن لاحظنا أن الجمهور هنا يحب اللون الأصيل، كما قدمنا أيضًا صولاهات على العود وعلى الكمجة وعلى البيانو وعلى الجيتار وكانت فقرات مميزة أعجبت الجماهير.

سياحة دائمة

* كيف كان ختام مشاركاتكم في الطائف والدمام؟

بعد أبها وجدة قدمنا حفلات في الطائف ضمن فعاليات سوق عكاظ، وبعدها في مدينة الدمام، وأيضًا كانت مشاركة مميزة، ووجدنا جماهير متذوقة ومتعطشة للفن الأصيل، واستطعنا أن نقدم لهم ما نال رضاهم. وأنا شخصيًا سعدت بزيارة هذه المدن السعودية الجميلة، وسبق لي أن زرت من قبل مكة المكرمة والمدينة وأديت فريضة الحج والعمرة، وبكل أمانة أنا سعيدة بالجمال الذي رأيته في المدن السعودية التي زرتها، وأتمنى أن يكون هناك سياحة دائمة لها لأنها تستحق أن يزورها ويشاهدها كل الناس، فهنا جمال طبيعي وشعب ذواق.

توليفة وتنويع

* ما هي معايير اختيار الفنانين والفنانات والأغنيات التي تقدمونها في حفلاتكم؟

عندما تكلفني الدكتورة إيناس عبدالداريم وزيرة الثقافة بأي عمل والتجهيز لحفلات؛ فدوري أنا كمسؤولة عن الموسيقى العربية بدار الأوبرا هو أن نفكر في أكثر من فكرة، وفي النهاية نتفق على ما يعجب الناس، ومثلاً هنا في المملكة قبل أن نقدم أي مشاركة لازم أحضر وأتعرّف على الجمهور، وأعرف ما الذي يعجبهم، فلابد أن نقدم للجمهور ما يعجبهم ويعجب ذوقهم والفن الأصيل، ونحن في دار الأوبرا المصرية نقدم الفن الأصيل والأغاني التراثية لكل فناني الزمن الجميل، مثل أم كلثوم، وعبدالوهاب، وعبدالحليم حافظ، وفريد الأطرش، ومحمد فوزي، وليلى مراد، وفايزة أحمد، ونجاة الصغيرة، وغيرهم، يعني الأغاني الجادة، فنختار نوعية من الفنانين الأصيلين وأغنياتهم الجميلة ونصنع توليفة من فناني دار الأبرا ليقدموا هذه الأغنيات بشكل جيد يمتع الجماهير في كل مكان. وفي كل حفلة نقدم مجموعة من الفنانين والفنانات، وبرنامجًا مختلفًا عن الحلفة السابقة، وفي كل بلد نقدم اللون الذي يليق بالمكان الذي نحن فيه.

ليلة خالدة

* هل نطمح في أن نرى فرقة دار الأوبرا المصرية الأصيلة تقدم أغنيات سعودية؟

نحن بالفعل نقدم أغانيات سعودية، وفي الدورة السابقة من مهرجان الموسيقى العربية كرّمنا الفنان الكبير طلال مداح، وأقمنا ليلة لا تنسى عن فنه وأغنياته، وقدمنا مجموعة من أغنياته بأصوات مطربين ومطربات مصريين، وكانت حفلة رائعة، وطلال مداح فنان أصيل وصوت جميل وأغانيه جميلة وهو علم من الأعلام في المملكة العربية السعودية. ففرقة دار الأوبرا المصرية تقدم فنون كل الوطن العربي.

خبرة مبذولة

* أي عطاء تعدين به الجمهور السعودي؟

أولاً، أنا سعيدة بوجودي في السعودية، وثانيًا، أنا على استعداد لتقديم كل خبراتي في هذا المجال للاستفادة منها، ولا يوجد فرق بين مصر والسعودية، وكلنا إخوة وأشقاء. ونتمنى أن يكون بيننا رباط أكبر في كل المجالات، وبالذات في المجالات الفنية والثقافية، فكما أفدت بلدي بخبراتي أتمنى أن أفيد الشعب السعودي، وربنا يحفظ السعودية ويحفظ مصر.