Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

قصّة نادي الجبابرة!!

A A
في حيّ المزغدية الجميل بمدينة الطائف، حيث قضيْتُ مرحلة الدراسة الثانوية في ثانوية ثقيف التيّ خرّجت الكثير من رجالات الدولة، وبجوار بساتين المثناة العامرة آنذاك ـ لا الآن ـ بأشجار الرُمّان وعرائش العنب، كُنْتُ لاعباً في نادي الحيّ غير الرسمي لكرة القدم، واسمه «الجبابرة»، ولكن للأسف ليس له من اسمه نصيب، إذ كان يتجرّع الهزائم الكبيرة من أندية الأحياء الأخرى، ابتداءً من نتيجة ٤ / صفر إلى ١٣/ صفر، حتّى صِرْنا موضع سخرية الداني والقاصي!.

وذات يوم ترأّسْتُ مجلس إدارة النادي الذي كان مُكوّناً منّي ومن أصحاب الزمن الجميل، وقرّرْنا عمل شيء يُنقِذ النادي من الهزائم التاريخية، فأشار علينا أحدُ الأصحاب أن نستفيد من عامل بقالة الحيّ، وهو من جنسية عربية، لأنّه ماهر في الكرة، ويستطيع اللعب في فترة العصر لتفرّغه فيها، فكلّمناه ووافق بعد أن أظهر كثيراً من الغرور وكأنّه ميسي أو رونالدو، لكنّه طلب مكافأة مالية، فقلّب كلٌ منّا كفّيه، وضرب أخماساً في أسداس، إذ ليس عندنا من المال ما يكفي حتّى لشراء طقم ملابس مُوحّد، فكان بعضُنا يلعب بثوبه، وبعضُنا يلبس سروالاً قصيراً، وبعضُنا يلبس سروالاً طويلاً، وبعضُنا يلعب بحذاء، وبعضُنا يلعب حافياً، وألوان فانيلاتنا مختلفة مثل ألوان قوس قزح الذي كان يظهر في السماء بعد المطر في الطائف، فما بالكم بمكافأة مالية؟!.

وهنا تفتّقت عبقريتي عن فكرة جهنّمية، وهي أن نقطف له الكثير من البرشومي «التين الشوكي»، خِلْسةً من أحد البساتين القريبة، فامتعض ثمّ وافق على مضض لعدم وجود البديل!.

غير أنّنا لم نرَ منه ما يُرْضينا، وكُنّا نلعب أحسن منه، وتسبّب عدّة مرّات في تسجيل أهدافٍ في مرمانا بما يُعرف بالنيران الصديقة، الأمر الذي جعلنا نستغني عنه، واستخسرنا عليه مغامرات قطف البرشومي، وإصابة أيدينا بأشواكه، ووقوعنا مرّة في قبضة صاحب بستان البرشومي، وظلّ نادينا حصّالة الأندية، حتّى تفرّقنا لاستكمال الدراسة، بين جامعات الظهران وجدّة وأمريكا!.

فيا تُرى هل في قصّة نادي الجبابرة عبرة لنا؟ خصوصاً الآن حيث تكثر تعاقداتنا المرتفعة سعراً مع اللاعبين الأجانب، وهل بينهم عُمّال بقالة لا يستحقّون برشومي فضلاً عن ملايين كثيرة؟.. لا أعلم، فقط أتمنّى أن تحطّ عقود أنديتنا رِحَالَها في المكان المناسب الذي يرفع قدر كُرَتَنا في المحافل العالمية، وألّا تُخسّرنا ولو حبّة برشومي!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store